أخبار عالمية

لماذا يتردد نتنياهو في ضرب إيران؟

هل تقود حسابات نتنياهو الشخصية إسرائيل نحو حرب مع إيران؟

في تصريحٍ لافتٍ‌ من‍ قاعدة حتسيريم الجوية بتاريخ 23 ⁣أكتوبر، صرّح وزير الخارجية الإسرائيلي ‍يوآف غالانت⁤ للطيارين ⁤الإسرائيليين قائلاً: “بعد أن نضرب إيران، سيفهم ⁣الجميع ما فعلتموه​ في عملية الإعداد والتدريب”. جاء ⁣هذا⁢ التصريح كاعترافٍ ضمنيّ بفترة التأهب التي قضتها إسرائيل للاستعداد⁤ للرد على وابل الصواريخ الباليستية التي ‌أطلقتها ‌إيران ⁣على ⁢إسرائيل في الأول⁣ من أكتوبر.

ولكن يبقى السؤال المُلحّ: ⁤ما الذي يدفع إسرائيل إلى حافة الهاوية مع إيران؟ وهل تقود حسابات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الشخصية إسرائيل نحو حربٍ​ شاملة؟

دوافع شخصية ‌أم استراتيجية؟

يُجمع المحللون على أن ‌دوافع نتنياهو لمهاجمة إيران‍ تتجاوز مجرد الرد ⁢على استفزازات طهران، بل تمتد إلى حساباتٍ⁤ شخصيةٍ بحتة.‌ ففي ظلّ ‍الفضائح التي تلاحقه واتهامه بالفساد، يرى البعض أن إشعال حربٍ خارجيةٍ قد يكون طوق ⁢نجاةٍ له ⁢للهروب من المساءلة‌ القانونية والحفاظ ⁤على سلطته.

ولا تقف دوافع نتنياهو عند‍ هذا الحد، بل تتعداه إلى⁤ هدفٍ ⁢استراتيجيٍّ يتمثّل في جرّ ‍الولايات المتحدة إلى حربٍ مع إيران. فإسرائيل تُدرك جيدًا أنها لا‌ تستطيع بمفردها ‍تدمير ⁢البرنامج النووي الإيراني أو تغيير النظام​ الحاكم في طهران، وهو هدفٌ يسعى نتنياهو لتحقيقه منذ عقدين.

رسائل متضاربة من واشنطن

وفيما⁤ يبدو⁣ أن نتنياهو يراهن على⁢ دعمٍ أمريكيٍّ مُطلق، إلا أن واشنطن تُرسل‌ إشاراتٍ متضاربة. ففي الوقت الذي‍ تُشدّد فيه الإدارة الأمريكية على ضرورة ⁣ضبط النفس وتجنّب التصعيد، نجدها تُقدّم في الوقت ذاته ضماناتٍ أمنيةً لإسرائيل وتُلوّح بدعمها في حال تعرضها لهجوم.

وتُدرك​ واشنطن جيدًا أن ​أيّ تصعيدٍ عسكريٍّ في المنطقة سينعكس سلبًا على الوضع الداخلي الأمريكي، خاصةً مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية. فارتفاع أسعار النفط​ وتدهور الأوضاع ⁤الاقتصادية قد يُضعف⁢ من فرص الحزب الديمقراطي في الفوز بولايةٍ رئاسيةٍ جديدة.

إيران تردّ الصاع صاعين

لم تكن إيران لتقف مكتوفة الأيدي أمام عمليات الاغتيال التي⁢ طالت قياداتٍ بارزةً في حزب الله وحركة حماس على أراضيها. فقد جاء إطلاق الصواريخ⁤ الباليستية على إسرائيل كردٍّ‌ مباشرٍ‍ على مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني في‍ غارةٍ أمريكيةٍ عام 2020، واغتيال عالم الذرة ‌الإيراني ⁣محسن⁢ فخري زاده⁣ عام 2020 أيضًا. ⁤

مستقبل غامض

في ظلّ ​هذا المشهد المُعقّد، يبقى ⁣مستقبل المنطقة غامضًا. فبينما تُحاول الولايات المتحدة احتواء الموقف ومنع انفلات الأمور، يبدو أن ​ نتنياهو ماضٍ في ‍مُخططاته لجرّ ‌المنطقة إلى حربٍ شاملة، ضاربًا بعرض الحائط⁢ كلّ الدعوات لضبط النفس والحوار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى