فوضى الدراجات الهوائية في الصين بسبب الزلابية!
## هوس الدراجات الليلية في الصين: بين متعة الشباب وقيود السلطات
في ظاهرة لافتة للنظر، اجتاحت الصين مؤخراً موجة من رحلات الدراجات الليلية الجماعية، انطلقت شرارتها من منصات التواصل الاجتماعي، وتحولت إلى تحدٍّ لوجستي وأمني للسلطات. بدأت القصة برحلة ليلية قام بها طلاب جامعيون من مدينة تشنغتشو إلى كايفنغ (تبعد حوالي 80 كيلومتراً) لتذوق فطائر الحساء الشهيرة. سرعان ما انتشر هذا النشاط كالنار في الهشيم عبر منصات مثل Douyin (تيك توك الصيني)، ليتحول الطريق السريع الواصل بين المدينتين إلى نهرٍ بشري من راكبي الدراجات، يشقون عباب الليل على دراجاتهم، في مشهدٍ أطلق عليه اسم “الجيش العظيم للركوب الليلي”.
في البداية، رحبت السلطات بهذا النشاط الذي يعكس حيوية الشباب، لكن مع تزايد الأعداد بشكلٍ مُطرد، وتحوّل الأمر إلى فوضى مرورية تُهدد سلامة المشاركين ومستخدمي الطريق، اضطرت السلطات للتدخل. أصدرت شرطة المقاطعة بياناً أعلنت فيه إغلاق الطريق أمام المركبات غير الآلية لساعات محددة لمنع تكرار الازدحام. كما حذرت حكومة مدينة كايفنغ من مخاطر حوادث السقوط وإعاقة وصول المحتاجين للرعاية الطبية. وأشارت في بيانها إلى أن ما بدأ “بنزوة شبابية” أصبح مصدر قلق متزايد بسبب “المخاطر الخفية”.
ولم يقتصر الأمر على تدخل السلطات، بل امتد ليشمل شركات تأجير الدراجات، حيث أعلنت ثلاث شركات كبرى فرض قيود جغرافية جديدة، تتضمن إيقاف الدراجات تلقائياً في المناطق المحظورة.
## بين السياحة الرخيصة والواقع الاقتصادي
يُعزى هذا الهوس بالرحلات الليلية إلى عدة عوامل، منها انتشار ثقافة “السياحة الرخيصة” بين الشباب الصيني، الذين يبحثون عن طرق مبتكرة للاستمتاع بأوقاتهم بميزانيات محدودة، خاصة في ظل التباطؤ الاقتصادي الذي تشهده البلاد، والذي أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب. كما يرى البعض أن هذه الظاهرة تعكس رغبة الشباب في التمرد على ضغوط الحياة والتعبير عن أنفسهم بطرق غير تقليدية.
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها الصين اتجاهات شبابية