هل كان وداع رافا نادال يليق بمسيرته الأسطورية؟
بعد مسيرةٍ رياضيةٍ حافلةٍ بالإنجازات، اختار رافايل نادال بطولة كأس ديفيز لعام 2023 لتكون مسرحًا لاعتزاله عالم التنس. ولكن، هل كان حفل الوداع الذي أقيم له على هامش البطولة يليق بمكانة “ملك الملاعب الرملية” وإنجازاته الاستثنائية؟ تباينت الآراء حول هذا الموضوع، مما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية.
خيبة أمل الوداع وغياب الاحتفاء المناسب
ألقى نادال خطابًا مؤثرًا دام لأكثر من عشر دقائق بعد خروج إسبانيا المفاجئ من البطولة، تخلله عرض فيديو تضمن رسائل وداع من عدد من نجوم التنس، بما فيهم نوفاك ديوكوفيتش. كما ألقى ديفيد فيرير، قائد المنتخب الإسباني، كلمةً أشاد فيها بمسيرة نادال. ومع ذلك، رأى الكثيرون أن هذا الوداع لم يكن كافياً، ولم يرتقِ لمكانة أسطورةٍ بحجم رافايل نادال، الحائز على 14 لقبًا في بطولة فرنسا المفتوحة.
انتقادات من داخل المعسكر الإسباني
عبّر كارلوس مويا، مدرب نادال، عن استيائه من حفل الوداع، قائلاً لإذاعة أوندا سيرو: “ليس هذا هو الوقت المناسب لتوجيه اللوم، لكن الشعور السائد هو أننا شهدنا شيئًا مُخيّباً للآمال. كنا نعلم منذ أشهر أن اعتزال نادال سيكون في هذا اليوم إذا خسرت إسبانيا، وكان من المفترض أن يكون الوداع أكثر تميزًا، يليق بما قدمه رافا لهذه الرياضة.”
كما أضاف توني نادال، عم رافايل ومدربه السابق: “تمنيتُ لو كان الوداع مختلفًا، يتناسب أكثر مع مسيرته المذهلة. كان من الممكن أن يكون الحفل أكثر حيوية وتفاعلاً.”
الاتحاد الدولي للتنس يدافع عن نفسه
دافع الاتحاد الدولي للتنس عن حفل الوداع، مؤكدًا أنه استجاب لرغبات نادال نفسه. وقال ديفيد هاجرتي، رئيس الاتحاد، للصحفيين: “أعطينا الأولوية لرغبات رافا في كيفية الاحتفال به، وهذا ما فعلناه. قد يكون للناس آراء مختلفة، لكننا نظمنا الحفل الذي أراده رافا.”
تركيزٌ على اختيار نادال لكأس ديفيز
من جانبه، حاول فيليسيانو لوبيز، مدير نهائيات كأس ديفيز، تحويل الانتباه عن الجدل الدائر حول حفل الوداع، مشددًا على أهمية اختيار نادال لهذه البطولة تحديدًا لتكون مسك ختام مسيرته. وقال لوبيز: “بدلاً من التركيز على حفل الوداع، يجب أن نُقدّر اختيار رافا لكأس ديفيز لتكون آخر بطولة له. لقد بذلنا قصارى جهدنا، ويجب أن نُركز على هذه النقطة تحديدًا.”
بين التقدير والنقد: وداعٌ يبقى محل جدل
على الرغم من الجدل الدائر حول حفل الوداع، يبقى اختيار رافايل نادال لكأس ديفيز ليكون مسرحًا لاعتزاله دليلًا على حبه لهذه البطولة وتمثيل بلاده. ورغم الانتقادات الموجهة لطريقة الاحتفاء به، يظل نادال أسطورةً خالدةً في عالم التنس، وستبقى إنجازاته محفورةً في ذاكرة عشاق هذه الرياضة حول العالم.
