طرد مصممة مجوهرات من ويستفيلد بسبب قلادة “خريطة فلسطين”
احتجاجات على الإنترنت تدعم المصممة بعد قرار المركز التجاري
في واقعة أثارت جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، طُردت مصممة مجوهرات مصرية مقيمة في لندن من مركز ويستفيلد وايت سيتي التجاري، وذلك بعد شكوى تقدمت بها إحدى الزبائن حول قلادة تحمل شكل خريطة فلسطين. وتُعرف المصممة بتخصصها في تصميم إكسسوارات مستوحاة من ثقافة الشرق الأوسط.
نشرت المصممة، وتدعى طه، مقطع فيديو على حسابها على إنستغرام (رابط الفيديو) تروي فيه تفاصيل الحادثة التي وقعت في التاسع عشر من يناير. وأوضحت أن زبونة دخلت إلى ركنها في المركز التجاري وسألتها عن معنى قلادة خريطة فلسطين، ملمحة إلى شعار “من النهر إلى البحر”. أكدت طه معنى القلادة، لترد الزبونة باستنكار: “هذا ليس سلميًا جدًا، أليس كذلك؟”.
قامت الزبونة بتصوير ركن طه ومجوهراتها وقدمت شكوى لإدارة ويستفيلد، مدعية أن منتجات طه “معادية”. وطلبت إدارة المركز من طه سحب قلادة فلسطين من المعروض إن أرادت الاستمرار في العمل هناك.
وصفت طه، في حديثها لصحيفة العربي الجديد، لهجة الزبونة بـ”المتهمة والعدوانية بشكل لا يصدق”، مؤكدة أنها استغلت الموقف “كفرصة للهجوم بدلاً من الفهم”. وأضافت: “لا توجد طريقة أخرى لوصف ما حدث إلا بالمضايقة”.
وأشارت طه إلى أنها تعمل في ويستفيلد منذ عامين، وكانت تبيع قلادة خريطة فلسطين قبل اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023 بوقت طويل. كما أكدت أنها تبيع القلادة عبر الإنترنت منذ تأسيس شركتها عام 2020، ولم تتلق أي شكاوى سابقة من أي فرد أو منظمة.
أعربت طه عن أسفها لقرار ويستفيلد، قائلة: “لن أتخلى عن مبادئي من أجل المال. لن أعود إلى ويستفيلد مرة أخرى”. وأكدت لصحيفة العربي الجديد أن قرار الطرد يمثل نكسة لأعمالها، لكنها ستركز على البيع عبر الإنترنت.
وأوضحت طه أن ركنها في ويستفيلد كان يمثل فرصة للقاء الزبائن وجهاً لوجه، وخاصة أولئك الذين لا يستخدمون تيك توك، حيث تعرض منتجاتها أيضاً. وأشارت إلى أن قرار الطرد سيؤثر سلباً على دخلها، لا سيما مع مشاركتها في مهرجانات الأعياد التي ينظمها المركز.
حاولت صحيفة العربي الجديد التواصل مع إدارة ويستفيلد وايت سيتي للتعليق على الحادثة، لكنها لم تتلق أي رد حتى وقت نشر هذا التقرير.
تجدر الإشارة إلى أن متجر طه على الإنترنت يبيع قلادات مستوحاة من العديد من دول الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، بما في ذلك فلسطين، مصر، المغرب، باكستان، بنغلاديش، الصومال، الجزائر، اليمن، وسوريا.
تضامن واسع مع طه على الإنترنت
لقيت طه دعماً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انتقد الكثيرون قرار ويستفيلد وتعهدوا بشراء منتجاتها من متجرها الإلكتروني. وكتب أحد المغردين: “شكراً لتسليط الضوء على هذا المتجر الرائع. اشتريت للتو قلادة فلسطين، 50% من الأرباح تذهب للمساعدات الطبية في فلسطين”. وعلق آخر: “لا أحد، بمن فيهم المستوطنون الأوروبيون والأمريكيون، يملك حقاً أخلاقياً لا جدال فيه في أرضهم”.
يأتي هذا الحادث في ظل وقف إطلاق نار هش بين إسرائيل وحماس، بعد أكثر من 15 شهراً من الحرب على قطاع غزة المحاصر. وأعلنت السلطات الصحية في غزة هذا الأسبوع أن عدد ضحايا الحرب منذ أكتوبر 2023 بلغ 61,709، بينهم 17,881 طفلاً و214 رضيعاً. وأشار رئيس مكتب الإعلام الحكومي في غزة إلى أنه لم يتم استرداد سوى 76% من جثث الفلسطينيين الذين قتلوا منذ أكتوبر 2023، ولا يزال حوالي 14,222 شخصاً في عداد المفقودين. وقد دمرت الحرب البنية التحتية في غزة وأغرقت