أخبار عالميةإعادة إعمار سورياسوريا ما بعد الأسد

سوريا بعد الأسد: هل تنجح إعادة البناء؟

“`arabic

سوريا بعد الأسد: فجر جديد أم مخاوف مستقبلية؟

لا ⁣يدوم مُلك الطغاة، وهذه حقيقةٌ​ تاريخيةٌ أكدها رحيل بشار ‌الأسد عن⁤ سوريا، مُنهيًا بذلك ⁢ما يقارب نصف قرن من حكم عائلته لدمشق. يُتيح هذا الرحيل لسوريا فرصةً تاريخيةً لطي ‌صفحة الماضي الأليم وبدء فصل جديد، فصل يُشعر السوريين وكأنهم ⁤وُلدوا من جديد. ‌ورغم مشاعر الفرح التي تُغمر‌ قلوب الكثيرين،⁤ إلا أن المخاوف من المجهول تُلقي بظلالها على ‍المشهد.

كان‌ الأسد، بدعمٍ من​ إيران وروسيا، يعيش حياةً مترفةً في قصره على جبل‍ قاسيون، بينما يُعاني السوريون، بمن فيهم مؤيدوه، من اقتصادٍ مُنهارٍ تنهشه براثن الفساد وانعدام الشرعية.​ ⁢لم يكن هذا الوضع ليستمِر إلى الأبد، فوحشية الأسد ومكره لم تُجنبه السقوط المحتوم، لينضم بذلك إلى قائمة ⁤الحكام المستبدين الذين فقدوا سلطتهم، وإن كان، على عكس بعضهم، قد نجا بحياته ليحصل على لجوءٍ سياسيٍ في روسيا.

تحديات المرحلة الانتقالية: البحث⁣ عن الاستقرار

يُمثل تشكيل إدارة‌ انتقالية، ⁤ومنع حدوث⁤ فراغٍ في السلطة، وتجنب الانزلاق مُجددًا إلى أتون⁣ الحرب الأهلية،​ التحديات ⁣الأبرز التي تُواجه سوريا اليوم. تتجه الأنظار نحو أبو ‌محمد الجولاني، زعيم هيئة ⁢تحرير ⁤الشام، الذي يُحاول​ طمأنة السوريين ‍برسائل ⁢مُعتدلة،‍ إلا أن ⁢ قلقًا يساور ⁣الكثيرين حيال مستقبل البلاد⁢ في ظل هيئةٍ تنشأ ‍من رحم تنظيمي القاعدة وجبهة ‍النصرة، وتسعى لتطبيق نموذجٍ مُشابهٍ⁤ لحكم طالبان في أفغانستان.

الفائزون والخاسرون في المشهد السوري الجديد

في خضم هذه التطورات، تُشير أصابع الاتهام إلى دورٍ تركيٍّ​ حاسمٍ في سقوط الأسد، حيث تعهد وزير الخارجية‌ التركي، هاكان⁣ فيدان، ⁤خلال مؤتمرٍ عُقد في الدوحة، بمساعدة السوريين على ​إعادة بناء بلادهم.

على الجانب الآخر، تُعتبر إيران وروسيا الخاسر الأكبر في هذا المشهد. فإيران فقدت ⁤نفوذها ‍في سوريا، وتشظى “محور المقاومة” الذي يربطها بالعراق وسوريا ولبنان، ​وتعطّل خط إمدادها بشكلٍ ⁤فعلي. أما روسيا، فرغم احتفاظها بقاعدتها⁢ البحرية في طرطوس وقاعدة حميميم​ الجوية، إلا أنها فقدت‍ الكثير من هيبتها. فعلى الرغم من ثقة سيرغي لافروف، ‌وزير ​الخارجية‌ الروسي، ⁤الظاهرة خلال كلمته في الدوحة، إلا أن رفع هيئة تحرير الشام لعلم المعارضة السورية فوق السفارة الروسية⁣ في دمشق بعد ساعاتٍ قليلةٍ من كلمته، ‍يُمثل ​صفعةً⁢ قويةً لموسكو. فأيدي روسيا​ وإيران ملطخةٌ بدماء السوريين، وكراهيتهما مُتجذرةٌ في ​قلوب‌ الكثيرين.

صراع النفوذ: ​رسم خريطة جديدة لسوريا

يُتوقع أن يشهد ‍المشهد السوري صراعًا دبلوماسيًا مُحتدمًا على النفوذ بين جهاتٍ ‍فاعلةٍ عديدة،‌ ⁤منها ⁤تركيا والولايات المتحدة⁤ وإسرائيل و

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى