البابا يدين قصف غزة: إسرائيل ترد بـ”المعايير المزدوجة
البابا فرنسيس يُدين بشدة قصف غزة ويصفه بـ”الوحشي”: إسرائيل ترد باتهامات “الكيل بمكيالين”
في تصعيدٍ جديدٍ للتوترات، أدان البابا فرنسيس بشدة قصف الأطفال في غزة، واصفاً إياه بـ”الوحشي”، الأمر الذي أثار رد فعلٍ حادٍ من إسرائيل، متهمةً إياه بـ”الكيل بمكيالين” و”استهداف الدولة اليهودية وشعبها”. جاءت هذه الإدانة البابوية عقب غارة جوية إسرائيلية أودت بحياة سبعة أطفال من عائلة واحدة في شمال قطاع غزة، وفقاً لما أعلنته وكالة الإنقاذ في غزة. وقد ارتفع عدد ضحايا هذه الغارة إلى عشرة أفراد من نفس العائلة بحسب الدفاع المدني في غزة.
أعرب البابا فرنسيس، البالغ من العمر 88 عاماً، عن استيائه الشديد من هذه الحادثة خلال حديثه لأعضاء حكومة الكرسي الرسولي، قائلاً: “أمس قُصف الأطفال. هذه وحشية، هذه ليست حرباً. أريد أن أقول ذلك لأنه يمس قلبي”. كما أشار إلى منع بطريرك القدس من دخول غزة رغم الوعود السابقة بالسماح له بذلك.
من جانبها، وصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية تصريحات البابا بـ”المخيبة للآمال بشكل خاص”، مؤكدةً رفضها لما اعتبرته ”معايير مزدوجة” في التعامل مع الصراع.
يُذكر أن البابا فرنسيس قد دأب على الدعوة للسلام منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر 2023، وقد صعّد من انتقاداته للهجوم الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة. ففي أواخر نوفمبر، انتقد ”غطرسة الغازي” التي “تغلب الحوار” في فلسطين، وهو موقفٌ نادرٌ يتناقض مع تقليد الحياد الذي يتبعه الكرسي الرسولي عادةً. بل ذهب إلى أبعد من ذلك في كتابٍ صدر مؤخراً، داعياً إلى دراسة “دقيقة” لتحديد ما إذا كان الوضع في غزة ”يتوافق مع التعريف الفني للإبادة الجماعية”، وهو اتهامٌ ترفضه إسرائيل بشدة.
تجدر الإشارة إلى أن الكرسي الرسولي يعترف بدولة فلسطين منذ عام 2013، ويقيم معها علاقات دبلوماسية، كما يدعم حل الدولتين. ويأتي هذا التبادل الحاد للاتهامات في ظل استمرار الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، والذي يعاني من حربٍ مستمرة منذ أكثر من 14 شهراً، في الوقت الذي يسعى فيه الوسطاء الدوليون إلى التوصل لوقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس.
(بمساهمة من وكالات الأنباء)