الطائفية والفوضى وموقفهم من الأسد والشرع: لقاء خاص مع أحد مشايخ الطائفة العلوية
الطائفية والفوضى وموقفهم من الأسد والشرع: لقاء خاص مع أحد مشايخ الطائفة العلوية
في ظل التحولات الكبرى التي تعصف بسوريا منذ أكثر من عقد، تبرز تساؤلات عديدة حول موقف الطائفة العلوية من الأحداث الجارية، خاصة فيما يتعلق بالنظام السوري والرئيس بشار الأسد. في لقاء خاص مع أحد مشايخ الطائفة العلوية، تمت مناقشة قضايا حساسة تتعلق بالطائفية، الشرع، ومستقبل البلاد.
موقف الطائفة من الطائفية والفوضى
أكد الشيخ، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن الطائفة العلوية ليست مسؤولة عن الطائفية التي تعصف بسوريا، مشددًا على أن أبناء الطائفة يعانون مثل بقية السوريين من ويلات الحرب والفوضى. وأضاف: “الطائفية أداة يستخدمها من يسعون لتقسيم البلاد وإطالة أمد الأزمة”.
وأوضح الشيخ أن هناك محاولات مستمرة من أطراف داخلية وخارجية لربط الطائفة العلوية بالنظام السوري بشكل كامل، وهو أمر غير عادل وغير دقيق. وقال: “نحن نرفض اختزال الطائفة في السياسة، فالعلوية كطائفة تمتد جذورها في تاريخ سوريا، وهي جزء من النسيج الوطني.”
موقفهم من الرئيس بشار الأسد
وحول موقف الطائفة العلوية من الرئيس بشار الأسد، أشار الشيخ إلى أن هناك تباينات داخل الطائفة نفسها. وأوضح: “هناك من يدعم الأسد بسبب اعتقادهم أنه يمثل الاستقرار، وهناك من يعارض السياسات التي أدت إلى دمار البلاد.”
وأكد الشيخ أن الدعم للرئيس الأسد ليس تأييدًا أعمى، بل ينبع من قناعة البعض بأن البدائل الحالية قد تكون أكثر فوضوية وخطورة. ومع ذلك، دعا إلى إجراء إصلاحات جذرية تضمن مشاركة جميع السوريين في بناء مستقبل البلاد.
رؤية الطائفة للشرع والدين
وحول موقف الطائفة من الشرع والدين، أوضح الشيخ أن العلوية كطائفة لها فهمها الخاص للإسلام، وهي تؤمن بالقيم الأساسية للدين مثل العدل، الرحمة، والتسامح. وأكد أن الطائفة ترفض التطرف الديني بجميع أشكاله، سواء كان سنيًا أو شيعيًا، مشددًا على أن الإسلام الحقيقي يدعو إلى الوحدة والتعايش.
مستقبل سوريا في نظر الطائفة العلوية
وعند الحديث عن مستقبل سوريا، أبدى الشيخ تفاؤله المشوب بالحذر. وأكد أن الحل الوحيد للأزمة السورية هو المصالحة الوطنية الشاملة، بعيدًا عن الطائفية والتقسيم. وقال: “لا يمكن لسوريا أن تنهض إذا استمر السوريون في النظر إلى بعضهم البعض من منظور طائفي.”
ودعا الشيخ المجتمع الدولي إلى التوقف عن التدخل في الشأن السوري بشكل يزيد من تعقيد الأزمة، مشددًا على أن الحل يجب أن يكون سوريًا بحتًا.
ختامًا
تظل الطائفة العلوية جزءًا لا يتجزأ من المجتمع السوري، ويظهر من خلال هذا اللقاء أن هناك أصواتًا داخل الطائفة تدعو إلى الوحدة والابتعاد عن الطائفية. ومع استمرار الأزمة، يبقى الأمل معقودًا على وعي الشعب السوري بمختلف طوائفه، والعمل معًا لتحقيق سلام دائم يعيد بناء ما دمرته الحرب.
تابعنا علي الموقع ليصلك كل جديد