نيوم: مدينة المستقبل.. رحلة تمتد لقرن
بدلاً من الإطار الزمني الطموح المعلن عنه سابقاً، يبدو أن مشروع نيوم الضخم، بما في ذلك مدينة “الخط” الذكية، سيستغرق قرناً من الزمان ليكتمل، وفقاً لتصريحات مسؤولين معنيين بالمشروع. هذا التعديل في الجدول الزمني يثير تساؤلات حول مستقبل المشروع وتحديات تنفيذه.
خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس في 22 يناير، أشار دينيس هيكي، مدير التطوير في نيوم، إلى أن بناء مدينة بحجم لندن أو نيويورك، تستوعب 9 ملايين نسمة، يتطلب وقتاً طويلاً قد يصل إلى قرن كامل. وأضاف ريان فايز، نائب الرئيس التنفيذي لشركة نيوم، أن هذا المشروع الضخم يتطلب جهداً هائلاً ومدروساً.
يأتي هذا الإعلان بعد تقارير سابقة أشارت إلى تقليص حجم مشروع ”الخط”، حيث ذكرت بلومبرج أنه بحلول عام 2030، لن يكتمل سوى 2.4 كم من أصل 170 كم، المخطط لها. كما تم تخفيض عدد السكان المستهدف من 1.5 مليون إلى 300,000 نسمة. هذه التقارير أثارت شكوكاً حول جدوى المشروع الذي كان من المقرر إنجازه بحلول عام 2045.
مع ذلك، أكد هيكي على الأبعاد الضخمة للمشروع، مشيراً إلى أن عرض “الخط” سيبلغ 1.2 كم، وسيغطي مسافة تزيد عن 100 كم في أوسع نقطة. وأكد بدء أعمال الحفر، مع التخطيط لصب أساسات المرحلة الأولى وبدء الأعمال الإنشائية العمودية في وقت لاحق من هذا العام.
نيوم: أكثر من مجرد “الخط”
لا يقتصر مشروع نيوم على مدينة “الخط” فحسب، بل يشمل مشاريع أخرى مثل مدينة أوكساجون الصناعية على الساحل، والتي تضم ميناءً عاملاً، بالإضافة إلى منتجعي تروجينا وماجنا السياحيين، اللذين هما قيد الإنشاء حالياً.
يعتبر مشروع نيوم، بما في ذلك “الخط”، جزءاً أساسياً من رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي وتقليل اعتماده على النفط. وفي هذا السياق، قام صندوق الاستثمارات العامة (PIF) بتنويع استثماراته لتشمل التكنولوجيا والرياضة العالمية ومترو الرياض الجديد، وغيرها من المشاريع.
تحديات اقتصادية وسياسية
أشارت كارين يونغ، زميلة أقدم في معهد الشرق الأوسط، إلى أن الإطار الزمني الممدد للمشروع، وإن كان أكثر واقعية، إلا أنه يفتح الباب أمام تغييرات تنظيمية وتحديات قد تواجهها الأجيال القادمة من القيادة. كما يمنح الحكومة مساحة أكبر لإعادة تقييم أولويات الإنفاق على المشاريع الطموحة.
على الرغم من جهود المملكة لتنويع اقتصادها، إلا أن الميزانية الحكومية لا تزال عرضة لتقلبات أسعار النفط، وقد شهدت عجزاً في السنوات الأخيرة. هذا الواقع يثير تساؤلات حول جدوى تمويل مشاريع ضخمة مثل نيوم على المدى الطويل.
بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية، أثيرت مخاوف بشأن التأثيرات الاجتماعية للمشروع، خاصة بعد تقارير إعلامية تناولت مقتل أحد السكان المحليين عام 2020 احتجاجاً على نزع ملكيته من أرضه لإفساح المجال للمشروع.
الكلمات المفتاحية: نيوم، الخط، مدينة ذكية، رؤية 2030، صندوق الاستثمارات العامة، محمد بن سلمان، أوكساجون، تروجينا، ماجنا، تنويع اقتصادي، دافوس، المنتدى الاقتصادي العالمي، دينيس هيكي، ريان فايز، كارين يونغ.