بي بي سيغزةفيلم وثائقيمنوعات

غضبٌ بريطاني: فيلم غزة يُشعل أزمةً في الـBBC

جدلٌ متصاعدٌ⁣ حول سحبِ بي بي سي فيلمًا وثائقيًا عن غزة

(الكلمات المفتاحية: بي بي ⁣سي، غزة، فيلم وثائقي، فلسطين، حماس، رقابة، معايير تحريرية)

بعد سحب هيئة الإذاعة ‌البريطانية (بي بي ⁢سي)‍ فيلمًا وثائقيًا يُسلط الضوء على معاناة طفل⁢ فلسطيني يبلغ من العمر 13⁣ عامًا في غزة، ⁣ تصاعدت حدة الجدل ودفعت صُنّاع السينما والتلفزيون البريطانيين إلى حثّ أعضاء⁢ البرلمان على مُساءلة إدارة بي بي سي حول هذا القرار المُثير للجدل.

في رسالةٍ وُجهت⁣ إلى لجنة الثقافة‌ والإعلام والرياضة في مجلس العموم، طالبت شخصياتٌ بارزةٌ ‍في صناعة السينما البريطانية، المدير العام لبي بي سي، تيم ديفي، ورئيس مجلس الإدارة، سمير شاه،⁤ بتوضيح ⁢المعايير ‍التحريرية التي استندت إليها⁣ المؤسسة ⁤لسحب الفيلم الوثائقي. ​وقد التقت اللجنة بِديفي وشاه لمناقشة هذا الأمر.

ويُطالب صُنّاع السينما البرلمانَ بالضغط على إدارة بي بي سي للتحقيق في احتماليةِ انتهاكِ الالتزامات القانونية والأخلاقية والمهنية، وإلزامِ المؤسسة‍ بشرحِ المعايير التحريرية ⁤التي تتبعها. وأكدت الرسالة أنّ مُساءلة بي بي سي ستُفسح المجالَ لنقاشٍ شفافٍ حول سياساتها التحريرية والتزامها⁣ ⁢ بِمبادئ الثقة العامة والنزاهة الصحفية والحرية الإبداعية.

وفي سياقٍ مُتصل، أدان أكثر‌ من ألف ‌شخصية من العاملين في مجال الصناعة ⁣ سحبَ الفيلم، مُتهمين بي بي سي بالرقابة والانحياز. ومن بين الموقعين على عريضة الإدانة، الناقد الرياضي غاري لينيكر، ​والممثل خالد عبد الله، والممثلة ميريام مارغوليس.

وعقب اجتماع اللجنة مع إدارة بي بي سي، اتهمت منظمة “فنانون من أجل فلسطين” إدارةَ ⁢ بي بي سي “بِالتخلي عن الأطفال الفلسطينيين”، مُشيرةً إلى ​خطورةِ ​تجاهلِ معاناةِ ‌ الأطفال في مناطقِ النزاع. ورحبت المنظمة بِإعلانِ تيم ديفي عن مراجعةٍ مُستقلةٍ لتغطيةِ بي بي سي لشؤونِ الشرقِ الأوسط، وطالبت بِأن تُركّزَ هذه المراجعةُ على ‌ فشلِ المؤسسةِ في إبرازِ ⁢ الأصواتِ الفلسطينية، مُؤكدةً أنّ ‌ الرواياتِ​ الإسرائيليةَ لا تُعاملُ بِالمِثل.

يُذكر أن بي بي سي سحبت فيلمها الوثائقي​ “غزة: كيف ⁤تنجو من منطقة حرب” ⁢بعد خمسة أيام من عرضه على منصة iPlayer، وذلك⁤ بعد ضغوطٍ من جهاتٍ ⁢ مُؤيدةٍ لإسرائيل. ⁤ ويتناول الفيلم قصةَ عبد الله، ⁤ طفلٌ فلسطينيٌ ⁤يبلغُ من العمرِ 13 عامًا، ويُوثّقُ حياته في ظلِّ الحربِ الإسرائيليةِ⁣ على ⁣ غزة.

وبررت بي بي سي قرارَها بِأنّ​ والدَ عبد الله، الدكتور أيمن أريازوري، كان يشغلُ منصبَ نائبِ وزيرِ الزراعةِ ⁢في حكومةِ‌ غزة، التي تُديرُها حركةُ حماس، التي ​تُصنّفُها المملكةُ ‌ المُتحدةُ “منظمةً ⁤ إرهابيةً”. وأصدرت بي بي سي بيانًا اعترفت فيه بِأخطاءٍ ​”جسيمةٍ وضارةٍ” بعدَ مراجعةٍ داخلية. وأشارت إلى أنّ شركة الإنتاج “هويو فيلمز”، التي أنتجت الفيلم الوثائقي، أقرت ⁣‍ بِعلاقةِ والدِ الطفلِ بِحركةِ حماس بعدَ​ عرضِ الفيلم.

وقد أثار هذا القرارُ انتقاداتٍ واسعةً من ​ الناشطين المُؤيدينَ لِلفلسطينيين، الذين اتهموا بي بي سي بِالاستسلامِ لِـ”حملةٍ مُسيّسةٍ” تهدفُ إلى تشويهِ صورةِ الفيلم. كما أدى الفيلمُ إلى تحقيقاتٍ شرطيةٍ بعدَ ​تقديمِ شكاوى، وإلى مُناقشاتٍ حولَ المعاييرِ ‍ التحريريةِ لِلمؤسسة، فيما دعت الحكومةُ البريطانيةُ إلى ​اجتماعٍ ⁢عاجلٍ ​مع إدارةِ بي بي سي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى