إيران تُفكّر بمحادثات نووية “محدودة” مع أمريكا
إيران تشترط التركيز على “عسكرة” برنامجها النووي لأي مفاوضات مع الولايات المتحدة
أكدت إيران استعدادها للنظر في مفاوضات نووية مع الولايات المتحدة، ولكن بشرط أن تركز هذه المفاوضات على “العسكرة المحتملة” لبرنامجها النووي، وليس على تفكيكه بالكامل. جاء هذا الموقف الإيراني رداً على ما وصفته طهران بتكتيكات “البلطجة” التي تتبعها واشنطن، والمتمثلة في التهديد بالعمل العسكري، والإصرار على التفاوض بشروطها.
نشرت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة هذا الموقف على منصة X (تويتر سابقاً)، بعد يوم من انتقاد المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، لما وصفه بـ “أسلوب البلطجة” الذي ينتهجه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في دعوته للمفاوضات. وأكد خامنئي أن “حكومات الفتوة، التي لا أعرف شخصيات وقادة أجانب أكثر منهم استخداماً لكلمة البلطجة، تصر على المفاوضات. لكن مفاوضاتهم لا تهدف إلى حل المشكلات، بل إلى الهيمنة”.
وأوضحت البعثة الإيرانية أن “إذا كان الهدف من المفاوضات هو معالجة المخاوف بشأن عسكرة البرنامج النووي، فإن هذه المناقشات قد تخضع للنظر. أما إذا كان الهدف هو تفكيك البرنامج النووي السلمي لإيران، بزعم تحقيق ما فشل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في تحقيقه، فإن هذه المفاوضات لن تحدث أبداً”.
يُشير هذا الموقف إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والمعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، والذي تم التوصل إليه بين إيران والقوى العالمية (الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا، بالإضافة إلى ألمانيا) في عهد الرئيس أوباما. نصّت الاتفاقية على تخفيف العقوبات المفروضة على إيران مقابل وضع قيود على أنشطتها النووية.
إلا أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحب من الاتفاق عام 2018، وأعاد فرض عقوبات شاملة على إيران. بعد عام من الانسحاب الأمريكي، بدأت إيران بالتراجع تدريجياً عن التزاماتها بموجب الاتفاقية، وزادت من تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تتجاوز الحدود التي وضعتها خطة العمل الشاملة المشتركة. يقدر المسؤولون الأمريكيون حالياً أن إيران قادرة على إنتاج سلاح نووي في غضون أسابيع إذا قررت ذلك.
يأتي هذا الموقف الإيراني في ظل جهود دبلوماسية تبذلها طهران مع الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي (بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا) خلال الأشهر الأخيرة، بهدف إيجاد حلول للقضايا المتعلقة ببرنامجها النووي. وكانت إيران قد نفت تلقيها أي رسالة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي زعم أنه بعث برسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني يحثه فيها على إجراء محادثات جديدة حول البرنامج النووي، ويحذره من عمل عسكري محتمل في حال الرفض.
(Keywords: إيران، الولايات المتحدة، مفاوضات نووية، عسكرة، برنامج نووي، خطة العمل الشاملة المشتركة، JCPOA، عقوبات، تخصيب اليورانيوم، ترامب، خامنئي، أوباما)
(Writing Style: Professional/Journalistic)