الإيرانيون يحتفلون بـ”چهارشنبه سوري” لطرد الشرور والأزمات
طقوس النار تُحيي ليلة “چهارشنبه سوري” في إيران رغم التحديات الاقتصادية
في مشهدٍ ينبض بالحياة والتراث، احتفل الإيرانيون بليلة “چهارشنبه سوري” عشية الأربعاء الأخير من السنة الإيرانية، مُوقدين النيران في الشوارع وقافزّين فوقها، متمسكين بتقليدٍ قديم يهدف إلى تطهير الأرواح وطرد الشرور، وذلك رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تُلقي بظلالها على البلاد.
تُعتبر “چهارشنبه سوري” طقسًا قديمًا يسبق رأس السنة الفارسية (نوروز)، حيث تُضيء النيران في الشوارع والأزقة مع غروب الشمس، وتُعلو أصوات الموسيقى والأغاني مُعلنةً بدء الاحتفالات. وفي العاصمة طهران، امتلأت الشوارع بأصوات الفرح وانعكاسات النيران المُتراقصة.
وأوضح أمير سعداتي، وهو نادل يبلغ من العمر 31 عامًا، في حديثٍ لوكالة فرانس برس: “جئنا إلى هنا لنُبهج أنفسنا ونُجدد أرواحنا، فجميعنا نعاني من ضغوط اقتصادية صعبة”. وأعرب سعداتي عن أمله في أن تزول هذه المشاكل مع حلول العام الجديد.
يُذكر أن الاقتصاد الإيراني يُعاني من تبعات العقوبات الدولية، مُضافًا إليها تراجع قيمة العملة والتضخم المُرتفع، مما يُزيد من صعوبة الوضع المعيشي.
ويتمثل جوهر “چهارشنبه سوري” في قفز المشاركين فوق النيران وهم يُرددون عبارة “أعطيك لوني الأصفر، خذ مني لوني الأحمر”، حيث يُرمز اللون الأصفر إلى المرض والضعف، بينما يُرمز اللون الأحمر إلى الصحة والحياة.
وتُعد هذه الليلة مناسبةً للفَرح والرقص في المنازل والشوارع، وهي جزءٌ لا يتجزأ من التراث الإيراني قبل الإسلام. وعلى الرغم من أن بعض المؤسسات الدينية الشيعية لا تُشجع الاحتفال بها، إلا أنها تحظى بشعبية كبيرة بين الشباب، الذين يصنع بعضهم الألعاب النارية للاحتفال، مما قد يُعرضهم للخطر في بعض الأحيان.
جدير بالذكر أن الاحتفال بـ “چهارشنبه سوري” يأتي هذا العام في ظل تحديات اقتصادية متزايدة، إلا أن الإيرانيين يحرصون على إحياء هذا التقليد القديم كمظهرٍ من مظاهر التراث والهوية والتفاؤل بقدوم عام جديد.
Keywords: چهارشنبه سوري, إيران, نوروز, تقاليد, اقتصاد, طهران, احتفالات, نيران
Writing Style: Professional journalistic style.