أخبار عالميةالدبلوماسية الإيرانية

جولة عراقجي الدبلوماسية: هل ينقذ نفوذ إيران المتهاوي؟

جولة عراقجي: هل هي طمأنة حلفاء أم ⁢إطفاء لنيران أزمة؟

شهدت الأسابيع​ الماضية نشاطًا دبلوماسيًا مكثفًا لوزير الخارجية الإيراني الجديد، عباس عراقجي، ​شمل جولة واسعة ‍النطاق⁢ زار خلالها​ العديد من الدول العربية، ‌بما في ذلك البحرين، الكويت، مصر، وتركيا، لبنان، العراق، سوريا، المملكة العربية السعودية، عمان، قطر، والأردن. وفي حين قد تبدو هذه​ الجولة اعتيادية لسياسي ⁤ يسعى لتعزيز العلاقات⁣ الدولية،‍ إلا أن توقيتها وتزامنها مع ⁢تصاعد‍ التوترات الإقليمية يضفي عليها أهمية خاصة.

يبدو⁤ أن أولوية عراقجي ليست ‌مجرد تبادل المجاملات الدبلوماسية،⁢ بل⁣ تهدئة⁢ الأوضاع المتوترة في المنطقة،⁣ ⁢ وذلك ⁤من خلال السعي⁤ لإنهاء ‍ الحروب المشتعلة في غزة ولبنان. وتُظهر الدول التي ⁣ اختارها عراقجي بوضوح طبيعة المخاوف ‍ والأهداف الإيرانية، خاصةً فيما ⁤يتعلق بتشكيل نظام إقليمي جديد‌ ⁢قد ⁢ ⁤يؤدي إلى تهميش دور إيران ​ ونفوذها.

ويمكن تصنيف الدول ⁤التي ⁤ زارها عراقجي إلى ثلاث ​ فئات رئيسية:

1. مناطق النفوذ:

تضم ⁤هذه الفئة دولًا عربية تمتلك فيها إيران نفوذًا كبيرًا، ​ وذلك من ⁤ خلال ميليشياتها والجهات الفاعلة ⁤ غير ​ الحكومية التي ​تدعمها. وتُستخدم هذه الأدوات ‍لفرض⁢ السيطرة ‌⁤ وإبراز القوة خدمةً ‌ ⁤للأهداف الوطنية ‍الإيرانية. ‍ وفي هذه الدول، حملت رسالة عراقجي ⁢ طابع الدعم والتضامن و محاولة ‌طمأنة حلفاء ⁢ يشعرون ⁢بالقلق.

وتتجلى هذه ‌الرسالة بوضوح في اجتماعات عراقجي​ مع المسؤولين ‌ الحكوميين في بيروت ​ ودمشق وبغداد، ​حيث تحاول إيران ⁣ إثبات أنها لا‍ تزال تتمتع بدعم شعبي واسع، ⁤ ⁣على الرغم‌ من أن الترحيب الذي حظي به ‍في دمشق ⁢كان ⁣ فاترًا مقارنة بالتوقعات.

2. الداعمون المحتملون:

3. ⁢ الوسطاء المحتملون:

إيران بين مطرقة الضغوط ⁤ وسندان المخاوف:

يأتي تحرك عراقجي⁤ في ظل ‌ تحديات كبيرة تواجهها إيران، فقد أدى اغتيال ‌ إسرائيل لقادة بارزين في حماس وحزب الله إلى ⁢ إثارة القلق والتوجس ⁤في⁢ أوساط ‍الميليشيات الحليفة لإيران، ‍ والتي ⁣باتت‍ تخشى ‍ أن ⁣ ⁢تكون هي الهدف التالي.

ولم تقتصر الضغوط على إيران ⁣ عند‍ هذا ‌الحد، ⁤بل شملت أيضًا ضربات جوية ‌ أمريكية ‌ استهدفت مواقع تخزين أسلحة تابعة للحوثيين‌ في اليمن. ⁤ كل ​هذه ‍ التطورات تُشير إلى تصاعد حملة الضغط على إيران وحلفائها.

ويرى بعض المحللين أن ‌ إيران ‍باتت ⁤ تدرك حجم الخطر المحدق بها، وأن شبكة وكلائها بدأت​ تتداعى ⁢ تحت ضغط الضربات المتتالية. كما أن تصميم إسرائيل على ⁣⁣ مواجهة إيران مباشرةً، مع احتمال انضمام ​ الولايات ⁢ المتحدة ​ إلى هذه ⁣المواجهة، يضع ‌طهران أمام خيارات صعبة ومحدودة.

هل ستنجح جولة عراقجي في تحقيق أهدافها؟

يبقى السؤال مطروحًا ‍حول ​ مدى نجاح جولة عراقجي ⁣ في تهدئة ​التوترات ⁢ الإقليمية وحماية مصالح⁤ إيران. ⁣​ فالتحديات التي ‌ تواجهها طهران ⁢ ‌كبيرة ‍ ومعقدة، وسيستغرق الأمر​ وقتًا ⁢طويلًا وجهودًا دبلوماسية مكثفة لتجاوزها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى