إسرائيلالصحةحربلبنانمنوعات

مقتل 163 عاملاً صحياً: إسرائيل تستهدف القطاع الصحي في لبنان

## استهداف ممنهج للرعاية الصحية في لبنان: وزير الصحة يدين صمت المجتمع الدولي

مستشفى الساحل

*تم ‌إخلاء مستشفى الساحل خوفًا من ‍استهدافه من قبل الجيش ⁢الإسرائيلي (غيتي/صورة ⁣أرشيفية)*

في مؤتمر صحفيّ عُقد يوم الجمعة، أدان وزير الصحة اللبناني، فراس أبيض، بشدّة⁢ ما وصفه بـ “الهجمات الإسرائيلية المباشرة والمُتعمّدة” على ‌نظام الرعاية الصحية في لبنان. وأشار إلى أن هذه الهجمات، التي طالت ⁢ المنشآت والعاملين وسيارات الإسعاف، تُشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.

و كشف أبيض ‌عن أرقام مُفزعة ‍تُؤكّد حجم الاستهداف المُمنهج⁤ للقطاع الصحيّ، حيثُ سُجّلت أكثر من 200 هجمة على فرق الإسعافات الأولية، و 55 هجمة على المستشفيات، منها‍ 36 هجمة مباشرة. ونتيجةً ⁢لهذه الاعتداءات، أُغلقت ثمانية مستشفيات ⁤بشكلٍ كامل، فيما تُعاني سبعة أخرى من شللٍ ​جزئيّ، مما يُهدّد حياة الآلاف ‍من المرضى والجرحى.

و أوضح أبيض أن خمسة مستشفيات توقّفت عن العمل في جنوب لبنان، وهي المنطقة التي تشهدُ مواجهات ⁣عنيفة بين حزب الله والقوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى مستشفيين‌ في الضاحية الجنوبية لبيروت، ‍وآخر في البقاع.

و لم ​تسلم المستشفيات ⁢في العاصمة بيروت من‌ الاستهداف، حيثُ⁤ اضطرّ مستشفى الساحل⁢ العام في حارة حريك⁤ إلى إخلاء جميع موظفيه ومرضاه، بعد‍ أن زعم الجيش الإسرائيلي، دون تقديم أيّ دليل، وجود مخبأ لحزب الله تحته. كما تعرّض مستشفى بهمن، الكائن في المنطقة نفسها، لأضرار جسيمة جراء القصف.

و لم تقتصر الخسائر البشرية على المرضى، بل طالت أيضًا ‍ الكوادر الطبية وفرق الإنقاذ. وأعلن أبيض ⁣مقتل 163 من ⁢ “العاملين في القطاع⁣ الصحي” وإصابة 272 ⁢آخرين، مُندّدًا برفض الجانب الإسرائيلي‌ تسليم جثث ثمانية من رجال الإنقاذ قُتلوا في هجمات على سيارات الإسعاف التابعة لهم بالقرب ‌من الحدود. كما​ أشار إلى‍ وجود ستة من رجال الإطفاء لا يزالون مدفونين تحت⁢ الأنقاض في قرية العديسة الحدودية.

و في إطار حملته للتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية، ⁣كشف أبيض عن ‍ استهداف 158 ‍سيارة إسعاف و 57 سيارة‍ إطفاء و‍ 15 سيارة ‌إنقاذ، مُشدّدًا ⁤على أن “حماية الرعاية الصحية واجب جماعي”. ⁤

و وجّه وزير الصحة نداءً عاجلاً‌ للمجتمع الدوليّ للتحرّك الفوريّ ‍‌ لوقف هذه الاعتداءات ومحاسبة المسؤولين عنها، قائلاً: “لا يمكن للعدالة أن تكون انتقائية، والإفلات من العقاب يؤدي إلى​ المزيد من الانتهاكات في المستقبل”.

و في ⁣خطوة ⁣ تهدف إلى توثيق هذه الانتهاكات وملاحقة مرتكبيها، ​ أعلن أبيض أن وزارته قامت بنشر تقريرٍ ⁣مُفصّل على موقعها الإلكترونيّ يتضمّن جميع⁤ الهجمات التي طالت القطاع ⁣الصحيّ، وذلك​ بهدف⁣ ​ إطلاع المنظمات الدولية على ‌حجم ⁣الانتهاكات والمطالبة بمحاسبة ​المسؤولين عنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى