إسرائيل تشن “ضربات دقيقة” على إيران وسط تصاعد التوترات
تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل على وقع ضربات جوية متبادلة
طهران تستفيق على دوي انفجارات، والجيش الإسرائيلي يؤكد تنفيذ “ضربات دقيقة” على أهداف عسكرية في إيران
في تطور لافت للنظر، هزت سلسلة من الانفجارات العاصمة الإيرانية طهران في ساعة مبكرة من صباح يوم السبت، ما أثار تساؤلات حول طبيعتها ومصدرها. وسرعان ما أعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن هذه الانفجارات، مؤكداً أنها “ضربات دقيقة” استهدفت مواقع عسكرية إيرانية.
وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأدميرال دانييل هاغاري، في بيان مصور، أن هذه الضربات تأتي “رداً على أشهر من الهجمات المستمرة التي يشنها النظام الإيراني ضد إسرائيل”. وأضاف هاغاري أن “النظام الإيراني ووكلائه في المنطقة يهاجمون إسرائيل بلا هوادة منذ السابع من أكتوبر الماضي، على سبع جبهات، بما في ذلك هجمات مباشرة من الأراضي الإيرانية”.
من جانبها، قللت السلطات الإيرانية من أهمية هذه الانفجارات، حيث عزت التلفزيون الرسمي الإيراني “برس تي في” الأصوات إلى نشاطات للدفاع الجوي. فيما أكدت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إيرنا” أن العمليات في المطارات الرئيسية في طهران لم تتأثر.
واشنطن تؤكد علمها المسبق بالضربات الإسرائيلية
وفي سياق متصل، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، مساء الجمعة، أن الضربات الإسرائيلية على أهداف عسكرية في إيران هي ”تدريب للدفاع عن النفس” رداً على الهجوم الصاروخي الباليستي الذي شنته طهران في وقت سابق من هذا الشهر. وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، شون سافيت، أن الولايات المتحدة أُبلغت بالضربات الإسرائيلية مسبقاً.
تصاعد التوتر وتهديدات بالرد
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد حدة التوتر بين إيران وإسرائيل، حيث سبق أن حذرت طهران تل أبيب من أن أي هجوم على أراضيها سيقابل برد فعل قوي. وتثير هذه التهديدات مخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية شاملة بين البلدين، خاصة في ظل غياب أفق للحلول السياسية.
شهود عيان يروون مشاهداتهم
وفي حديث لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، أفاد أحد سكان طهران، طلب عدم الكشف عن هويته، أنه استيقظ في وقت مبكر من يوم السبت على “صوت انفجارات بعيدة”، مشيراً إلى وجود مكثف لقوات الحرس الثوري الإيراني في المدينة يوم الجمعة.
مستقبل العلاقات الإيرانية الإسرائيلية على المحك
يبقى من غير الواضح حتى الآن التداعيات الكاملة لهذه الضربات الإسرائيلية على العلاقات المتوترة أصلاً بين إيران وإسرائيل. ففي الوقت الذي تؤكد فيه تل أبيب على حقها في الدفاع عن نفسها، تتعهد طهران بالرد على ما وصفته بـ “العدوان الإسرائيلي”. وتبقى المنطقة على صفيح ساخن، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة.