إسرائيل ترد على إيران: تصعيد عسكري أم هدوء حذر؟
بين صافرات الإنذار والحياة اليومية: الإسرائيليون يواجهون تصعيدًا متعدد الجبهات
بينما تتصاعد حدة التوتر بين إسرائيل وإيران، يجد المواطنون الإسرائيليون أنفسهم أمام واقع جديد يتمثل في التعايش مع شبح الصراع الدائر على عدة جبهات.
شنت إسرائيل مؤخرًا سلسلة من الضربات الجوية استهدفت مواقع في إيران، وذلك في أعقاب هجوم صاروخي اتهمت طهران تل أبيب بالوقوف وراءه. وتأتي هذه الضربات كفصل جديد في الصراع المتصاعد بين الدولتين، والذي امتد ليشمل جبهات متعددة في المنطقة.
فمنذ هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، تخوض إسرائيل حربًا مستمرة ضد الحركة في قطاع غزة. كما اندلعت مواجهات عسكرية بين إسرائيل وحزب الله في لبنان الشهر الماضي، حيث استهدفت تل أبيب قيادات الحزب وشنت غارات جوية بهدف إضعاف حليف حماس.
وعلى الرغم من أجواء التوتر وانطلاق صفارات الإنذار بشكل متكرر، إلا أن الحياة اليومية لمعظم الإسرائيليين لم تتوقف. يقول ساغي كواز، 55 عامًا، من تل أبيب: “علينا ألا نستسلم للخوف. لدينا جيش قوي وسنرد بقوة على أي هجوم”.
ويؤكد الجيش الإسرائيلي أن الضربات التي شنتها مؤخرًا تأتي “ردًا على أشهر من الهجمات المستمرة” من قبل إيران. وأضاف الجيش أن إسرائيل واجهت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول عدوانًا على “سبع جبهات”، بما في ذلك هجمات انطلقت من الأراضي الإيرانية.
من جهتها، صرحت إيران أن قصفها لإسرائيل جاء ردًا على غارة جوية إسرائيلية سابقة أسفرت عن مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وجنرال في الحرس الثوري الإيراني في لبنان، بالإضافة إلى اغتيال إسماعيل هنية، القيادي البارز في حركة حماس، في طهران.
وعلى الرغم من حدة التصعيد، إلا أن بعض الإسرائيليين يعتقدون أن الخلاف الحالي سيتم حله قريبًا. يقول يوسي يعيش، 65 عامًا، من تل أبيب: “لن يستمر هذا الوضع طويلًا. لقد كان الرد الإسرائيلي متناسبًا، وستعود الأمور إلى طبيعتها”.
ويضيف يعيش أن روتين حياته اليومي لم يتغير على الرغم من الضربة الإسرائيلية على إيران. “سمعنا عن الهجوم في الصباح، لكننا واصلنا يومنا كالمعتاد، وقمنا بجولتنا المعتادة على الدراجات الهوائية”.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، تبادلت إسرائيل وإيران التصريحات النارية في أعقاب الضربات الأخيرة. فقد حذر الجيش الإسرائيلي إيران من أنها “ستدفع ثمنًا باهظًا” إذا ما أقدمت على أي تصعيد جديد. في المقابل، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية على “حق إيران وواجبها في الدفاع عن نفسها ضد أي عدوان أجنبي”.
وبالنسبة ليانيف تشين، أحد سكان تل أبيب، فإن التصعيد الأخير “مثير للقلق” ولكنه “لا يدعو للهلع”. يقول تشين: “من الصعب التنبؤ بما يخبئه المستقبل، لكنني لن أسمح للخوف بأن يسيطر على حياتي”.
وبينما تتواصل التوترات في المنطقة، يبقى السؤال المطروح: إلى متى سيستمر هذا التصعيد، وما هي تداعياته على مستقبل المنطقة بأكملها؟