ضربات إسرائيلية تهز طهران ومخاوف شعبية من حرب شاملة
بين التهوين والقلق: هجمات إسرائيلية تهزّ طهران
مخاوف من تصعيد عسكري على وقع الضربات الإسرائيلية الأخيرة
في الساعات الأولى من صباح يوم السبت، دوّت انفجارات عنيفة في سماء طهران ومناطق أخرى من إيران، إثر هجمات إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية إيرانية. ورغم محاولة المسؤولين ووسائل الإعلام الإيرانية التهوين من أهمية الهجمات، إلا أن حالة من القلق تسود الشارع الإيراني، وسط مخاوف من تصعيد عسكري جديد في المنطقة.
هجمات انتقامية متبادلة
وجاءت الهجمات الإسرائيلية رداً على هجوم صاروخي إيراني استهدف مواقع إسرائيلية في الأول من أكتوبر، والذي كان بدوره رداً على مقتل قادة عسكريين مدعومين من إيران، من بينهم قائد في الحرس الثوري الإيراني.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر في المنطقة، على خلفية الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، والتي امتدت لتشمل حزب الله اللبناني في الأسابيع الأخيرة.
إيران تؤكد تصديها للهجمات
من جهتها، أكدت إيران أن إسرائيل استهدفت مواقع عسكرية في محافظة طهران ومناطق أخرى، مشيرة إلى أن الانفجارات التي سُمعت ناججة عن “تفعيل نظام الدفاع الجوي” الذي اعترض الهجوم الإسرائيلي.
وأعلنت طهران عن مقتل جنديين إيرانيين على الأقل في الهجمات، محذرة من أنها سترد على العدوان الإسرائيلي.
مواقف متباينة في الشارع الإيراني
وتباينت ردود فعل المواطنين الإيرانيين على الهجمات الإسرائيلية، بين من عبّر عن قلقه من تصاعد حدة الصراع، ومن حاول التماسك والاستمرار في حياته اليومية.
هومان، وهو عامل في أحد المصانع يبلغ من العمر 42 عاماً، كان يعمل في نوبة ليلية عندما سمع دوي الانفجارات. وقال لوكالة فرانس برس: “لقد كان صوتاً مدوياً… فظيعاً ومرعباً. الآن بعد أن اندلعت حرب في الشرق الأوسط، نخشى أن ننجر إليها”.
في المقابل، قالت سبيده، وهي مديرة تأمين تبلغ من العمر 30 عاماً، إنها استيقظت يوم السبت وذهبت إلى عملها كالمعتاد، على الرغم من مخاوفها. وأضافت: “الحرب مخيفة… لكني لا أعتقد أن حرباً رهيبة ستحدث في إيران”.
وسائل الإعلام الإيرانية تقلل من أهمية الهجمات
وسارعت وسائل الإعلام الإيرانية إلى التقليل من أهمية الهجمات الإسرائيلية، مؤكدة أنها تسببت في “أضرار محدودة” بفضل كفاءة قوات الدفاع الجوي الإيرانية.
ونشرت وسائل الإعلام الرسمية لقطات تظهر انسيابية حركة المرور في شوارع المدن الإيرانية، بينما يمارس الناس أعمالهم اليومية بشكل طبيعي.
كما بثّ التلفزيون الإيراني لقطات لمواطنين إيرانيين يغنون ويرقصون على سطح أحد المنازل في طهران خلال الغارات الإسرائيلية، في محاولة للتقليل من حدّة التوتر.
حياة طبيعية في ظل التوتر
وأكد المسؤولون الإيرانيون أن جميع الأنشطة المدرسية والفعاليات الرياضية ستُقام في مواعيدها المحددة، في رسالة طمأنة للمواطنين.
وتم تعليق الرحلات الجوية فوق إيران لفترة وجيزة بعد الهجمات، لكنها استؤنفت لاحقاً وفقاً للجداول الزمنية المحددة.
مستقبل غامض
ولا تزال تداعيات الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران غير واضحة المعالم، وسط مخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية شاملة في المنطقة.
وتُشير التطورات الأخيرة إلى أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من التوتر وعدم الاستقرار، في ظل تصاعد حدة الصراع بين إسرائيل وإيران.
