أستراليا تُصنّع 4000 صاروخ سنوياً لمواجهة الصين
جدول المحتوى
تعزيز القدرات الدفاعية لأستراليا في ظل التوترات الجيوسياسية
في ظل تصاعد التنافس الاستراتيجي، ولا سيما بين الولايات المتحدة والصين، والذي يُلقي بظلاله بشكلٍ كبير على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، أعلنت أستراليا عن خططٍ لتعزيز قدراتها الدفاعية بشكلٍ ملحوظ. وتأتي هذه الخطوة في وقتٍ يشهد توتراتٍ جيوسياسية متزايدة، متمثلةً في اختبار الصين الأخير لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات في المحيط الهادئ، وهو الأول من نوعه منذ أربعة عقود، بالإضافة إلى الغزو الروسي لأوكرانيا، مما أثار مخاوف حلفاء الولايات المتحدة بشأن نقص قدرات تصنيع الذخائر.
تصنيع الصواريخ محلياً: شراكة استراتيجية مع لوكهيد مارتن
في خطابٍ له، تساءل وزير الدفاع الأسترالي، بات كونروي، عن الحاجة المتزايدة للصواريخ، مؤكداً أن التنافس الاستراتيجي، وخاصةً بين الولايات المتحدة والصين، يُشكّل سمةً أساسية للبيئة الأمنية الأسترالية، وأن هذا التنافس يبلغ ذروته في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وأعلن عن تعاون أستراليا مع شركة لوكهيد مارتن الأمريكية لإنشاء “مجمع تصنيع أسلحة متقدمة” بتكلفة 200 مليون دولار، لإنتاج أنظمة إطلاق صواريخ موجهة متعددة (GMLRS)، لتكون واحدة من أوائل المنشآت من هذا النوع خارج الولايات المتحدة. وستبلغ الطاقة الإنتاجية لهذا المجمع حوالي 4000 صاروخ سنوياً، وهو ما يُمثل أكثر من ربع الإنتاج العالمي الحالي من GMLRS، وأكثر من عشرة أضعاف احتياجات قوات الدفاع الأسترالية الحالية.
تعزيز ترسانة المدفعية: التعاون مع تاليس الفرنسية
ولم يقتصر التعاون على الولايات المتحدة، بل امتد ليشمل شركة تاليس الفرنسية لتصنيع قذائف مدفعية M795 محلياً، والتي تُستخدم عادةً في بطاريات مدافع الهاوتزر. يُشير هذا التوجه إلى سعي أستراليا لتنويع مصادرها العسكرية وتأمين إمداداتها من الذخائر.
الاستثمار في الدفاع: ضرورةٌ في عالمٍ مضطرب
أكد كونروي على أهمية امتلاك جيشٍ مُجهزٍ تجهيزاً جيداً في عالمٍ مُضطرب، حيث تُعد القدرة العسكرية الموثوقة ركيزةً أساسية لاستراتيجية الردع بالمنع. ورغم تمنياته بعدم اللجوء لاستخدام هذه الأسلحة، إلا أن الواقع الجيوسياسي المُتغير يُحتم على أستراليا تعزيز دفاعاتها.
استراتيجية دفاعية شاملة: AUKUS والغواصات النووية
تُعد هذه الخطوات جزءاً من استراتيجية دفاعية أوسع نطاقاً، كشفت عنها أستراليا في أبريل الماضي، وتتضمن زيادةً كبيرةً في الإنفاق الدفاعي لمواجهة التهديدات المُحتملة، مثل تعطيل التجارة أو منع الوصول إلى الطرق الجوية والبحرية الحيوية. كما تشمل الاستراتيجية تطوير الأسطول السطحي، ونشر غواصات تعمل بالطاقة النووية ضمن اتفاقية AUKUS الثلاثية مع الولايات المتحدة وبريطانيا. وتُعتبر هذه الاتفاقية خطوةً استراتيجيةً هامةً لتعزيز التعاون الأمني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
Keywords: أستراليا، دفاع، صواريخ، لوكهيد مارتن، تاليس، GMLRS، AUKUS، الصين، الولايات المتحدة، إنفاق دفاعي، استراتيجية ردع، غواصات نووية.