مقتل طفل يوميًا في لبنان: اليونيسف تُحذر من كارثة إنسانية
جدول المحتوى
الحرب تُدمّر طفولة لبنان: يوميًا طفلٌ ضحية
في ظل تصاعد وتيرة القصف الإسرائيلي على لبنان، تُرسم صورةٌ قاتمةٌ لواقع الطفولة المهددة. فبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، يُقتل طفلٌ واحدٌ على الأقل ويُصاب عشرة آخرون يوميًا منذ الرابع من أكتوبر 2023. هذه الحربُ الضروس تُحوّل حياة الأطفال اللبنانيين إلى جحيمٍ لا يُطاق، وتُخلّف ندوبًا نفسيةً عميقةً في نفوس الآلاف ممن نجوا من القصف.
ندوبٌ نفسيةٌ غائرة
أكدت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف، أن الحرب الدائرة في لبنان تُقلب حياة الأطفال رأسًا على عقب. فبالإضافة إلى الخسائر البشرية الفادحة، يعاني آلاف الأطفال من صدماتٍ نفسيةٍ بالغة جراء العنف والفوضى المُحيطة بهم. وقد وثّقت فرق اليونيسف حالاتٍ لأطفالٍ يُعانون من خوفٍ مُستمرّ، وقلقٍ مُتزايد، واضطراباتٍ في النوم، وكوابيس مُزعجة، وفقدانٍ للشهية، بالإضافة إلى أعراضٍ أخرى كصعوبة التركيز والعدوانية. وتُحرم هذه الحرب الأطفال من بيئةٍ آمنةٍ ومُستقرةٍ، وتُسلبهم فُرص التعليم واللعب والتعافي النفسي.
إحصائياتٌ مُرعبة
أفادت وزارة الصحة العامة اللبنانية بمقتل 166 طفلًا وإصابة ما لا يقل عن 1168 آخرين منذ اندلاع الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل في أكتوبر 2023. وفي تصريحٍ مُؤلم، أعلنت الوزارة عن مقتل 45 شخصًا خلال 24 ساعة فقط، ليصل إجمالي عدد الضحايا إلى 2865 منذ بداية الأزمة. هذه الأرقام تُجسّد حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها لبنان، وتُسلّط الضوء على الحاجة المُلحة لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وخاصةً الأطفال.
مساعي دبلوماسية وسط تصعيدٍ عسكري
في خضمّ هذه الأحداث المأساوية، التقى مسؤولون أمريكيون كبار، بمن فيهم عاموس هوشستين، مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن للسلام في الشرق الأوسط، مع مسؤولين إسرائيليين لبحث سُبل التوصل إلى حلٍّ للصراع. وفي الوقت نفسه، صعّد الجيش الإسرائيلي من عملياته العسكرية، وأصدر أوامرَ جديدةً بإخلاء مناطق لبنانية عديدة، بما في ذلك مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صور. يُذكر أن مخيم الرشيدية، الذي شُيّد عام 1948 لإيواء اللاجئين الفلسطينيين إبان النكبة، يُعتبر واحدًا من أقدم مُخيمات اللاجئين في لبنان. ولليوم الثاني على التوالي، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامرَ بإخلاء مدينة بعلبك، المعروفة بآثارها الرومانية المُدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، والتي تعرّضت لقصفٍ عنيف.
ضرورةٌ مُلحةٌ لوقف العنف
شددت كاثرين راسل على أن الشفاء الحقيقي لا يمكن أن يبدأ إلا بانتهاء العنف. إنّ استمرار القصف يُفاقم من معاناة الأطفال ويُعمّق جراحهم النفسية. يجب على جميع الأطراف العمل على وقف إطلاق النار فورًا، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المُحتاجين. إنّ مستقبل أطفال لبنان على المحك، ولا بدّ من التحرك العاجل لإنقاذهم من براثن هذه الحرب المُدمّرة.
Keywords: لبنان، إسرائيل، حرب، أطفال، يونيسف، قصف، ضحايا، عاموس هوشستين، مخيم الرشيدية، بعلبك، نكبة، صدمة نفسية.