العراق يؤكد حياده في الصراعات الإقليمية ويرفض اتهامات استهداف إسرائيل من أراضيه
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، شدد العراق على موقفه المحايد تجاه الصراعات الدائرة، رافضاً بشدة الاتهامات التي تزعم استخدام أراضيه منطلقاً لشن هجمات ضد إسرائيل. وقد جاء هذا التأكيد في بيان صادر عن مجلس الأمن القومي العراقي يوم الأربعاء، وصف فيه تلك الادعاءات بـ”الذرائع الكاذبة” التي تهدف إلى تبرير أي عدوان محتمل على العراق.
نفى المجلس، برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بشكل قاطع هذه المزاعم، مؤكداً التزام العراق بالحفاظ على سيادته وسلامة أراضيه. وأكد المتحدث العسكري، اللواء يحيى رسول، أن العراق لن يسمح باستخدام أراضيه كمنصة انطلاق لأي هجمات، مشدداً على أن المصلحة الوطنية العليا تقتضي “إبعاد أراضينا وأجوائنا عن آلات الحرب”. وقد استعرض الاجتماع الأمني الوضع الدفاعي للبلاد، مجدداً التزام العراق بالحياد في الصراعات الإقليمية.
وفي سياق متصل، أكد ائتلاف إدارة الدولة الحاكم، بزعامة السوداني ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، في اجتماع منفصل، تمسك العراق بالحياد في الصراعات الإقليمية، مشددين على ضرورة حماية البلاد من تداعيات التوترات المتصاعدة، وبحثوا سبل تعزيز الأمن الوطني عبر التشريعات. كما أدان الائتلاف العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة، معرباً عن تضامنه مع الشعبين الفلسطيني واللبناني، واصفاً ما تقوم به إسرائيل بـ “جرائم حرب”.
في غضون ذلك، أشارت تقارير إلى استمرار فصائل عراقية متحالفة مع إيران، تُعرف بانتمائها للمقاومة الإسلامية، في استهداف مواقع إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وكذلك في مرتفعات الجولان السورية المحتلة. وزعمت هذه الفصائل تكثيف جهود التنسيق رداً على تهديدات إسرائيلية محتملة باستهداف العراق. وذكرت التقارير أن هجوماً عراقياً بطائرة مسيرة أسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين في مرتفعات الجولان، مما زاد من حدة التوتر.
من جهة أخرى، كشف مصدر مطلع، رفض الكشف عن هويته لـ “العربي الجديد”، عن نية إيران الرد على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على أراضيها، مؤكداً أن طهران تتبنى “مقاربة استراتيجية” في التعامل مع الوضع، دون تسرع.
على الصعيد الدبلوماسي، قدم العراق احتجاجاً رسمياً للأمم المتحدة بشأن استخدام إسرائيل المزعوم لمجاله الجوي لشن هجوم على إيران. ووصف المتحدث باسم الحكومة، باسم العوادي، هذا الانتهاك بأنه “انتهاك صارخ” لسيادة العراق، في رسالة وجهها للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ومجلس الأمن الدولي. وأعلنت بغداد عزمها طرح هذه القضية في محادثاتها مع الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل.
وفي ظل تصاعد التوترات الإقليمية، تدعو الحكومة العراقية إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد، للحيلولة دون الانجرار إلى المزيد من الأعمال العدائية.
Keywords: العراق، إسرائيل، إيران، حياد، صراعات إقليمية، مجلس الأمن القومي، محمد شياع السوداني، يحيى رسول، الأمم المتحدة، باسم العوادي، مرتفعات الجولان، فلسطين، لبنان، المقاومة الإسلامية.