إيقاف كاسيف 6 أشهر: انتقاد “إبادة غزة” يُغضب إسرائيل
عضو كنيست إسرائيلي يُعلق عن العمل لستة أشهر بسبب إدانته للحرب على غزة
(الكلمات المفتاحية: عوفر كاسيف، الكنيست، غزة، حرب، إبادة جماعية، تعليق، لجنة الأخلاقيات، الجبهة العربية للتغيير، حرية التعبير، احتلال، فلسطين، إسرائيل، نتنياهو)
عُلّق عضو الكنيست الإسرائيلي، عوفر كاسيف، عن العمل لمدة ستة أشهر، وذلك على خلفية إدانته الشديدة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي خلّفت دمارًا واسعًا وراح ضحيتها ما يقرب من 44 ألف فلسطيني. يأتي هذا القرار بعد تصويت إجماعي من لجنة الأخلاقيات في الكنيست يوم الاثنين.
يُمنع كاسيف، وهو عضو يهودي في حزب ”الجبهة العربية للتغيير”، من المشاركة في جلسات الكنيست العامة واجتماعات اللجان، ويقتصر حضوره على جلسات التصويت فقط. كما سيتم حجب راتبه لمدة أسبوعين.
وبررت لجنة الأخلاقيات قرارها بالقول إن كاسيف تجاوز حدود النقد المشروع لإسرائيل، مُشيرةً إلى منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي وصف فيه المقاتلين الفلسطينيين في جنين بـ”مقاتلي الحرية”. وأكدت اللجنة على أهمية حماية حرية التعبير، لكنها شددت على ضرورة التمييز بين النقد البنّاء و”التحريض على العنف ضد جنود جيش الدفاع الإسرائيلي ودولة إسرائيل، وتقويض قدرة الدولة على مواجهة” التحديات القانونية دوليًا.
وقد دافع كاسيف عن موقفه، مؤكدًا أن تصريحاته ضد “الاحتلال والتطهير العرقي وجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية في غزة” تستند إلى حقائق دامغة وتندرج تحت مظلة حرية التعبير السياسي. واعتبر أن قرار تعليقه هو “استمرار للاضطهاد السياسي لمعارضي الحرب ومنتقدي حكم نتنياهو الدموي”. وأعرب عن فخره بوقوفه إلى جانب “أهل الخير الذين تضطهدهم هذه الحكومة الشريرة”.
يُذكر أن كاسيف أيد علنًا اقتراح جنوب أفريقيا برفع دعوى ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية. وفي فبراير الماضي، حاول عضو الكنيست عوديد فورير عزل كاسيف لنفس السبب، لكن محاولته باءت بالفشل بعد أن حصل الاقتراح على 85 صوتًا فقط.
من جهته، أدان حزب “الجبهة” قرار تعليق كاسيف، واصفًا إياه بـ”خطوة جذرية أخرى في الحرب” واتهم حكومة نتنياهو بـ”السعي إلى القضاء على الكنيست من خلال حظر فصائل المعارضة”.
ولد كاسيف بالقرب من تل أبيب عام 1964، وهو عضو في الكنيست منذ حوالي خمس سنوات. درس في كلية لندن للاقتصاد وعمل أكاديميًا في الجامعة العبرية في القدس. يُعرف كاسيف بتوجهاته الشيوعية، وقد سُجن سابقًا لرفضه الخدمة العسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي عام 2022، اتهم الشرطة الإسرائيلية بالاعتداء عليه بعد مشاركته في احتجاج ضد الاستيطان اليهودي في القدس الشرقية. كما شارك في مظاهرات الشيخ جراح، مُنددًا بعمليات الإخلاء القسري للفلسطينيين. يؤمن كاسيف بحل الدولتين ويعارض الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية.
