تصعيدٌ إسرائيليٌّ مُقلق: استُهدافُ المدارسِ والمنشآتِ الصحيّةِ في الضفةِ الغربيةِ
(الكلمات المفتاحية: فلسطين، إسرائيل، الضفة الغربية، غزة، اعتقالات، غاز مسيل للدموع، مسجد الأقصى، بيت لحم، رام الله، عنف)
شهدت الضفة الغربية تصعيدًا خطيرًا في وتيرة العنف والاعتداءات الإسرائيلية، مُستهدفةً المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك الأطفال والمنشآت الصحية والتعليمية. ففي حادثةٍ مُروّعة، تعرّضت طالباتٌ فلسطينياتٌ لحالات اختناقٍ جراء استنشاقِ غازٍ مسيلٍ للدموع أطلقتهُ القواتُ الإسرائيليةُ على مدرسةِ الخضرِ الابتدائيةِ قربَ بيت لحم يوم الأحد. وتُشيرُ التقاريرُ إلى أنّ الجنودَ أطلقوا قنابلَ الغازِ بشكلٍ مُباشرٍ على الطلبةِ أثناءَ دخولِهم إلى حرمِ المدرسة، مُتسبّبينَ في حالاتِ اختناقٍ وصعوبةٍ في التنفّس. وتُوثّقُ الصورُ المُنتشرةُ على مواقعِ التواصلِ الاجتماعيّ معاناةَ الطلبةِ وهم يُحاولونَ التغلّبَ على آثارِ الغازِ وتغطيةِ وجوهِهم.
يأتي هذا الاعتداءُ ضمنَ سلسلةٍ من الهجماتِ المُتصاعدةِ التي تستهدفُ المدارسَ الفلسطينيةَ في المنطقة. فقد أفادت وكالةُ الأنباءِ الفلسطينيةُ “وفا” بأنّ القواتِ الإسرائيليةَ صعّدت هجماتها على مُجمّعِ مدارسِ الخضرِ في الأسابيعِ الأخيرةِ، مُستخدمةً الغازَ المسيلَ للدموعِ والقنابلَ الصوتية.
ولم يقتصرِ العنفُ الإسرائيليُّ على استهدافِ المدارس، بل امتدّ ليشملَ المنشآتِ الصحية. ففي يومِ السبت، اقتحمت القواتُ الإسرائيليةُ عيادةً تابعةً لوزارةِ الصحةِ الفلسطينيةِ قربَ رام الله، وقامت بتحطيمِ أبوابِها وتخريبِ مُحتوياتِها. أدانت وزارةُ الصحةِ الفلسطينيةِ هذا العملَ بشدّة، واعتبرتُهُ انتهاكًا صارخًا للقانونِ الدوليّ، وجزءًا من نمطٍ مُتكرّرٍ من الهجماتِ على مُؤسّساتِ الرعايةِ الصحية.
وإلى جانبِ هذهِ الاعتداءات، شهدت الضفةُ الغربيةُ مُداهماتٍ واعتقالاتٍ مُتعدّدةً للفلسطينيين. فقد أفادت التقاريرُ باقتحامِ أكثرَ من 200 مُستوطنٍ إسرائيليٍّ لحرمِ المسجدِ الأقصى، واعتقالِ 15 فلسطينيًا ليلةَ السبت ويومَ الأحد.
يُذكَرُ أنّ وتيرةَ العنفِ والاعتقالاتِ قد تصاعدت بشكلٍ كبيرٍ في الضفةِ الغربيةِ مُنذُ بدءِ الحربِ الإسرائيليةِ على قطاعِ غزةَ في السابعِ من أكتوبر/تشرين الأول من العامِ الماضي، حيثُ قُتلَ ما لا يقلُّ عن 780 فلسطينيًا وأُصيبَ 6300 آخرين، فيما اعتُقلَ أكثرُ من 11700 فلسطينيٍّ من الضفةِ الغربيةِ والقدسِ الشرقيةِ المُحتلّةِ مُنذُ ذلك التاريخ. وتُؤكّدُ هذهِ الأحداثُ المُقلقةُ ضرورةَ تحرّكِ المُجتمعِ الدوليّ لوقفِ الانتهاكاتِ الإسرائيليةِ وحمايةِ الشعبِ الفلسطينيّ.