تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة مع دخول فصل الشتاء ومطالبات دولية بتكثيف المساعدات
(صورة: مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سبق وأن أصدر قرارًا لوقف إطلاق النار في غزة (Getty))
مع دخول فصل الشتاء، تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة المحاصر، وسط تحذيرات دولية من تدهور الوضع بشكلٍ مقلق. ودعا أعضاء مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين إلى تكثيف الجهود لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان القطاع، والبالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، معظمهم نازحون.
أكد وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، على الحاجة الماسة إلى “زيادة ضخمة وكبيرة” في حجم المساعدات المُقدمة لغزة، مُشيراً إلى أن الوضع “مُدمرٌ وغير قابلٍ للاستيعاب، ويتجه نحو الأسوأ مع مرور الوقت”. وأضاف كليفرلي: ” حلّ الشتاء، والمجاعة تُهدد، وبعد مرور أكثر من 400 يوم على هذه الحرب، من غير المقبول بتاتاً أن يُصبح إيصال المساعدات إلى غزة أصعب من أي وقتٍ مضى”.
يُذكر أن الحرب اندلعت بعد هجومٍ شنّته حماس على إسرائيل في أكتوبر من العام الماضي، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، وأسر أكثر من 250 رهينة، وفقاً للإحصائيات الإسرائيلية. في المقابل، تشير إحصائيات وزارة الصحة في غزة إلى مقتل أكثر من 43,922 فلسطينياً منذ بدء الهجوم الإسرائيلي.
من جانبها، أكدت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، أن واشنطن تُراقب عن كثب جهود إسرائيل لتحسين الوضع الإنساني في غزة، وتُجري اتصالات يومية مع الحكومة الإسرائيلية. وشددت غرينفيلد على ضرورة اتخاذ إسرائيل “خطواتٍ إضافيةً عاجلةً” للتخفيف من حدة الكارثة الإنسانية في القطاع.
وفي وقتٍ سابق من هذا الشهر، خلصت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أن إسرائيل لا تُعيق وصول المساعدات إلى غزة، وبالتالي لا تُنتهك القانون الأمريكي، على الرغم من اعتراف واشنطن بتردي الوضع الإنساني في القطاع. يأتي هذا التقييم بعد أن قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل، في رسالة بتاريخ 13 أكتوبر، قائمةً بخطواتٍ مُحددةٍ لمعالجة الوضع في غزة خلال 30 يوماً، مُحذرةً من عواقب محتملة على المساعدات العسكرية الأمريكية في حال عدم تنفيذ هذه الخطوات.
وأشارت غرينفيلد إلى أن إسرائيل تعمل على تنفيذ 12 خطوة من أصل 15 خطوة مُتفق عليها. وقالت: “نحتاج إلى رؤية تنفيذ جميع الخطوات بشكلٍ كاملٍ ومُستدام، ونحتاج إلى رؤية تحسنٍ ملموسٍ في الوضع الإنساني على الأرض”. ويشمل ذلك السماح للشاحنات التجارية بدخول غزة إلى جانب شاحنات المساعدات الإنسانية، ومعالجة الفوضى الأمنية، وتنفيذ هدنات مؤقتة في مناطق واسعة من غزة لتسهيل وصول المساعدات للمحتاجين.
في المقابل، صرّح السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، داني دانون، بأن إسرائيل سهّلت دخول مئات شاحنات المساعدات أسبوعياً، لكن وكالات الإغاثة فشلت في جمع تلك المساعدات، مُتهماً حماس بنهب بعض الشاحنات، وهو ما نفته حماس. وقال دانون: “يجب على الأمم المتحدة ليس فقط زيادة التزاماتها بتوزيع المساعدات، بل يجب أن يُسلّط الضوء أيضاً على استيلاء حماس على المساعدات الإنسانية لتمويل آلة الإرهاب”.
وكشفت وكالتا إغاثة تابعتان للأمم المتحدة لوكالة رويترز أن حوالي 100 شاحنة مُحملة بالمواد الغذائية للفلسطينيين تعرضت للنهب يوم 16 نوفمبر بعد دخولها غزة، في واحدة من أسوأ حوادث نهب المساعدات خلال الحرب.
وأكد تور وينسلاند، منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، أن وكالات الإغاثة تُواجه بيئة عمل صعبة وخطيرة في غزة، وقيوداً على الوصول تُعيق عملها. وقال وينسلاند: ”الوضع الإنساني في غزة، مع بداية فصل الشتاء، كارثي، لا سيما في شمال غزة مع النزوح شبه الكامل للسكان، والدمار الواسع النطاق، وتطهير الأراضي، وسط ما يبدو وكأنه تجاهلٌ مُقلقٌ للقانون الإنساني الدولي”. وأضاف: “الظروف الحالية