طموحات إسرائيل التوسعية في جنوب لبنان: وزير الثقافة اللبناني يدين انتهاك المواقع التراثية
أثار مقتل المستوطن الإسرائيلي زئيف إرليخ، الذي وصفته إسرائيل بـ”الباحث التاريخي”، في جنوب لبنان، موجة من الإدانات اللبنانية، حيث اتهم وزير الثقافة محمد وسام المرتضى إسرائيل بالسعي لاحتلال تاريخ لبنان وتراثه، مستغلةً ذرائع تاريخية واهية.
وأكد المرتضى في تصريح له أن دخول إرليخ إلى مقام النبي شمعون في بلدة شمع، بذريعة البحث عن أدلة تاريخية مزعومة مرتبطة بما يسمى “أرض إسرائيل”، يكشف مجدداً النوايا التوسعية لإسرائيل وعدوانيتها تجاه لبنان. وشدد على أن إسرائيل، التي تحتل أرض فلسطين وتاريخها وتراثها، لن تتردد في احتلال أرض لبنان وتاريخه وتراثه إذا أتيحت لها الفرصة.
وحذر المرتضى من خطورة الموقف، قائلاً: “هذا يضعنا نحن اللبنانيين أمام تحدي الاعتراف بحقيقة أن إسرائيل شر يتربص بنا، وعدو لن يهدأ حتى يدمر أسلوب حياتنا”.
يُذكر أن إرليخ، وهو مستوطن من الضفة الغربية المحتلة، قُتل يوم الخميس على يد القوات الإسرائيلية أثناء تواجده في قلعة شمعة الأثرية. ورغم وصفه بـ”المؤرخ” و”عالم الآثار”، إلا أنه لا يملك أي مؤهلات أكاديمية في هذين المجالين، وقد اشتهر بأبحاثه حول “أرض إسرائيل” التي اعتبرها البعض “تاريخاً مزيفاً”. وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قد وصفته بـ”الباحث” الذي ألّف عدة كتب حول التاريخ اليهودي في المنطقة.
وجاءت حادثة مقتل إرليخ بعد يوم واحد من منح منظمة اليونسكو موقع قلعة شمعة “حماية معززة مؤقتة”، ضمن عشرات المواقع التراثية الأخرى في لبنان. وأشار المرتضى إلى أن الهجوم الإسرائيلي على القلعة، بعد منحها هذه الحماية، يُعد انتهاكاً صارخاً لقرار اليونسكو، ويعكس استخفاف إسرائيل بالمجتمع الدولي وقوانينه.
وأضاف الوزير أن دخول إرليخ إلى مقام النبي شمعون، حتى ولو بشكل مؤقت، يُمثل انتهاكاً لقرار اليونسكو، ويعبر عن غطرسة إسرائيل بدعم من حلفائها.
وكانت إسرائيل قد بررت وجود إرليخ في لبنان بأنه كان يقوم بتقييم القلعة لتحويلها إلى نقطة مراقبة، بحسب صحيفة هآرتس. إلا أن المخاوف تتركز حول استغلال إسرائيل لوجود إرليخ للبحث عن آثار مزعومة لتبرير ضم أجزاء من جنوب لبنان.
يُشار إلى أن ضريح النبي شمعون، المعروف أيضاً بضريح القديس بطرس، يحظى باحترام المسيحيين والمسلمين الشيعة على حد سواء، ويُعتقد أنه يضم مكان دفن القديس بطرس، تلميذ السيد المسيح ومؤسس الكنيسة الكاثوليكية. وقد تعرض الضريح للقصف الإسرائيلي يوم الأحد، ما أدى إلى تدمير أجزاء منه. وتأتي هذه الحادثة في سياق عدة هجمات إسرائيلية استهدفت مواقع أثرية في لبنان خلال الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك مواقع في بعلبك وصور.
Keywords: لبنان، إسرائيل، محمد وسام المرتضى، زئيف إرليخ، قلعة شمعة، مقام النبي شمعون، اليونسكو، مواقع تراثية، جنوب لبنان، تاريخ مزيف، احتلال، عدوان، هآرتس.