سماح وهبة: 33 عامًا على فصل التوأم الملتصق بالسعودية
قصة نجاح سعودية: ثلاثون عاماً من لم شمل التوائم الملتصقة
شهد المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة 2024، الذي أقيم برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لحظة مؤثرة تمثلت في لم شمل التوأم سماح وهبة، اللتين فُصلتا بنجاح في المملكة العربية السعودية قبل أكثر من ثلاثة عقود. لم يكن هذا الحدث مجرد محطة بارزة في حياة التوأم، بل جسّد ريادة المملكة في مجال جراحات الأطفال المعقدة والتزامها الراسخ بالرعاية الصحية الإنسانية.
في ديسمبر 1991، خضعت سماح وهبة لعملية فصلٍ دقيقة ومعقدة استغرقت أكثر من 18 ساعة، حيث تطلبت براعة الفريق الطبي للتعامل مع التصاقات معقدة في منطقة الصدر والبطن. مع نسبة نجاح لا تتجاوز 60% في ذلك الوقت، شكلت هذه العملية شهادةً على كفاءة الكوادر الطبية السعودية وتفانيها وطموحها في تحقيق المستحيل.
تقول سماح: “على الرغم من صغر سننا آنذاك وعدم تذكرنا لتفاصيل العملية، إلا أن هذا البرنامج منحنا فرصةً ثانية للحياة. إن وقوفنا هنا اليوم يملؤنا بالفخر والامتنان، ليس فقط للإنجاز الطبي، بل لقيم الإنسانية والتكاتف التي تميز النهج السعودي في الرعاية الصحية”.
وقد أكد الدكتور عبدالله الربيعة، المشرف العام على البرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة، في رسالة مسجلة عُرضت خلال المؤتمر، أن “هذه العملية لم تكن مجرد إنجاز طبي، بل كانت مهمة إنسانية وضعت حجر الأساس لبرنامج عالمي رائد في جراحة الأطفال والرعاية الرحيمة.”
واليوم، وبعد أكثر من ثلاثين عاماً، نجح البرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة في تقييم 130 حالة من 26 دولة، وإجراء 61 عملية فصل ناجحة، جميعها مُقدمة مجاناً. [[[[(إضافة إحصائية حديثة إن وجدت)]. ويُعد هذا البرنامج نموذجاً يحتذى به في مجال الدبلوماسية الصحية، حيث يُقدم الأمل لمن يعانون من حالات طبية معقدة.
مؤتمر 2024: ملتقى الأمل والتواصل
مثّل مؤتمر 2024 منصةً فريدة جمعت التوائم الملتصقة التي فُصلت بنجاح وعائلاتهم من مختلف أنحاء العالم. تقول هبة: “التقينا بأشخاصٍ مروا بتجارب مشابهة، وسماع قصصهم ذكّرنا بالأثر العالمي لهذا البرنامج. نشعر بأننا جزء من عائلةٍ كبيرة.”
وأضافت سماح: “ما زلنا نتلقى الرعاية الطبية والدعم اللازم حتى اليوم، بما في ذلك التحديثات التعويضية. حياتنا مليئة بالفخر والامتنان لهذا البرنامج الذي غيّر حياتنا للأبد.”
إرثٌ من العطاء والابتكار
لم تكن قصة سماح وهبة مجرد قصة نجاح طبي، بل هي شهادة على قوة التعاطف والابتكار والتضامن العالمي. إنها قصةٌ مُلهمة تُذكرنا بأن لمسةً واحدة من الرعاية يمكن أن تُغير مسار حياة إنسان إلى الأبد. كما يُبرز المؤتمر أهمية التعاون الدولي وتبادل الخبرات في تطوير حلولٍ متقدمة للحالات النادرة والمعقدة.
(الكلمات المفتاحية: التوائم الملتصقة، المملكة العربية السعودية، الدكتور عبدالله الربيعة، جراحة الأطفال، الرعاية الصحية، المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة، سماح وهبة، الدبلوماسية الصحية)