رحيل جيل ديفرز، مُحامي فلسطين في المحكمة الجنائية الدولية
## رحيل جيل ديفير: سيرة مناضل من أجل العدالة الفلسطينية
توفي المحامي الفرنسي جيل ديفير، المدافع الشرس عن حقوق الشعب الفلسطيني، يوم الثلاثاء عن عمر يناهز 68 عامًا بعد صراع طويل مع المرض، تاركًا وراءه إرثًا من النضال القانوني من أجل العدالة والمساءلة. يأتي رحيله بعد أيام قليلة من إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بتهم جرائم حرب، وهو إنجازٌ سعى ديفير لتحقيقه بلا كلل.
كان ديفير، الذي يُطلق عليه لقب ”المايسترو القانوني”، ركيزةً أساسية في السعي لتحقيق العدالة للفلسطينيين، حيث كرّس أكثر من ثلاثة عقود من حياته لمحاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن انتهاكاتهم ضد الشعب الفلسطيني. وقد ساهم عمله بشكلٍ محوري في بناء الإطار القانوني الذي مهّد الطريق لإصدار مذكرات الاعتقال التاريخية بحق نتنياهو وغالانت في 21 نوفمبر.
ولم يقتصر نضال ديفير على قاعات المحاكم، بل امتدّ ليشمل العمل الميداني وتوثيق معاناة الفلسطينيين. ففي عام 2018، قاد فريقًا جمع أكثر من 3000 شهادة ووثيقة من غزة، مسلطًا الضوء على الخسائر البشرية والمعاناة التي تكبّدها الفلسطينيون خلال قمع إسرائيل لمسيرات العودة الكبرى. كما مثّل ديفير مختلف الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حركة حماس، وعمل عن كثب مع السلطة الفلسطينية لتسهيل انضمامها للمحكمة الجنائية الدولية في عام 2014، مُفسحًا المجال أمام مقاضاة إسرائيل على جرائمها في المحاكم الدولية.
## ديفير والمحكمة الجنائية الدولية: نصرٌ قبل الرحيل
يُعتبر انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية أحد أبرز انتصارات ديفير القانونية، حيث فتح الباب أمام إمكانية محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها للقانون الدولي. وقد عبّر ديفير عن قناعته الراسخة بوجود أدلة دامغة على ارتكاب إسرائيل لجريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، مُطالبًا المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذه الانتهاكات. وفي يوم إصدار أوامر الاعتقال، قال ديفير لابنه: “الآن أستطيع أن أموت بسلام”، كلماتٌ تعكس مدى إيمانه بقضيته وتفانيه في