## تصاعد التوتر في دير الزور: هدوء حذر بعد اشتباكات عنيفة
شهدت محافظة دير الزور الشرقية، على الحدود السورية العراقية، تصعيدًا للتوتر يوم الثلاثاء، تخللته اشتباكات عنيفة بين قوات النظام السوري ومقاتلين مدعومين من الولايات المتحدة، قبل أن يسود هدوء حذر المنطقة يوم الأربعاء، وفقًا لما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.
يأتي هذا التصعيد في ظل هجوم واسع النطاق شنته فصائل معارضة ومتحالفة معها الأسبوع الماضي على مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة في شمال سوريا، مما أدى إلى مقتل المئات وتفاقم الوضع الإنساني المتأزم أصلًا. تجدر الإشارة إلى أن تجدد العنف في سوريا، التي مزقتها سنوات من الصراع، قد شهد خسائر فادحة في الأرواح، بما في ذلك سقوط مدينة حلب للمرة الثانية من أيدي الحكومة.
وتركزت الاشتباكات في دير الزور، تحديدًا في سبع قرى تقع شرق نهر الفرات، وهي المنطقة الوحيدة على الضفة الشرقية للنهر التي لا تزال خارج سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد). وتسيطر قسد، المدعومة من الولايات المتحدة، على الجزء الأكبر من شرق الفرات، بينما تسيطر قوات النظام السوري وحلفاؤها المدعومون من إيران على غربه. وأفاد المرصد السوري أن الاشتباكات، التي اندلعت صباح الثلاثاء واستمرت حتى الأربعاء، صاحبتها غارات جوية أمريكية.
وأكد المرصد، ومقره بريطانيا، سقوط 16 قتيلاً في الاشتباكات، بينهم مدنيان، بالإضافة إلى 11 جنديًا ومقاتلاً مواليًا للحكومة، وثلاثة من مجلس دير الزور العسكري، الذي يتألف في معظمه من مقاتلين عرب محليين متحالفين مع قسد. وبحسب المرصد، فإن هذه القرى الصغيرة ذات أهمية استراتيجية، كونها نقطة اتصال مباشرة مع مناطق سيطرة قسد، وتقع بالقرب من قاعدة عسكرية أمريكية في حقل غاز كونوكو.
ونقل المرصد عن مديره، رامي عبد الرحمن، قوله إن “القرى السبعة تشكل خط الدفاع الأول عن مدينة دير الزور، التي أصبحت مركزًا للنفوذ الإيراني منذ طرد تنظيم داعش”. وأضاف أن السيطرة على هذه القرى من شأنها أن تقلل من التهديد الذي تشكله الجماعات الموالية لإيران على قاعدة كونوكو.
يذكر أن قوات سوريا الديمقراطية قادت الهجوم الذي أسفر عن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا عام 2019. وأكد المرصد أن القوات الأمريكية، التي تقود التحالف الدولي ضد داعش، نفذت ضربات جوية في دير الزور يوم الثلاثاء. من جانبه، أعلن البنتاغون أن القوات الأمريكية دمرت منصات إطلاق صواريخ مثبتة على شاحنات ودبابة وقذائف هاون في شرق سوريا، دون تحديد موقع الأسلحة أو الجهة التي تنتمي إليها. وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والجماعات المدعومة من إيران في العراق وسوريا، ردًا على دعم واشنطن لإسرائيل في حرب غزة منذ أكتوبر 2023.
