الفيصل: إسرائيل “إبادة جماعية” و آمالٌ بترامب للسلام
السعودية تُجدد اتهاماتها لإسرائيل بـ”الإبادة الجماعية” وتدعو لتدخل دولي
(صورة: تركي الفيصل في المنامة، البحرين – مازن مهدي/ وكالة الصحافة الفرنسية عبر غيتي إيماجز)
في تصعيد جديد للهجة تجاه إسرائيل، وصف الأمير تركي الفيصل، الرئيس السابق للاستخبارات السعودية، إسرائيل بأنها دولة تمارس “الإبادة الجماعية” و”الفصل العنصري”، داعيًا المجتمع الدولي إلى محاسبة المسؤولين الإسرائيليين على جرائمهم المزعومة. جاءت هذه التصريحات القوية خلال مشاركته في مؤتمر حوار المنامة بالبحرين، في سياق توترات متصاعدة في أعقاب حرب غزة الأخيرة، وتوقف المحادثات حول تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.
شدد الأمير تركي على ضرورة تقديم المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى المحكمة الجنائية الدولية، مشيرًا إلى مذكرات الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وأكد أن إسرائيل، بحسب منظمات حقوق الإنسان الدولية، لا تمارس الاستعمار العنصري فحسب، بل ترتكب أيضًا إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، خاصة في غزة.
يُذكر أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، سبق وأن وجّه اتهامات مماثلة لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية خلال قمة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الرياض. كما أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرًا اتهمت فيه إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية، وهو تقرير رفضته إسرائيل بشدة، واعتبرته “ملفقًا” و”مبنيًا على أكاذيب”.
تجدر الإشارة إلى أن حرب غزة الأخيرة خلفت وراءها حصيلة مأساوية من الضحايا، حيث قُتل ما يزيد عن 44,664 شخصًا، وأصيب أكثر من 105,976 آخرين، بالإضافة إلى تشريد غالبية سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. هذه الأرقام المروعة تُعزز – بحسب الرأي السعودي – ضرورة التحرك الدولي لوقف الانتهاكات الإسرائيلية ومحاسبة المسؤولين عنها.
الفيصل يدعو أمريكا للعب دور أكبر في تحقيق السلام
في سياق متصل، دعا الأمير تركي الفيصل، السفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة، الإدارة الأمريكية إلى لعب دور أكثر فاعلية في تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وأعرب عن أمله في أن تُسهم الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس المنتخب (في ذلك الوقت) دونالد ترامب، في إحلال سلام شامل في المنطقة، و تغيير مسارها المضطرب.
ولفت الفيصل إلى أن “التفويض القوي” الذي حصل عليه ترامب من الناخبين الأمريكيين يمنحه الفرصة لتوفير “الحنكة السياسية” التي يحتاجها العالم بشدة. وأكد أن الدول الصديقة في المنطقة تأمل أن يواصل ترامب جهوده لإحلال السلام في الشرق الأوسط.
يأتي هذا في وقت شهدت فيه فترة رئاسة ترامب الأولى توقيع اتفاقيات إبراهيم بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والمغرب، وهي اتفاقيات تُعتبر خروجًا عن الإجماع العربي التاريخي الذي يربط تطبيع العلاقات مع إسرائيل بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة.
كلمات مفتاحية: تركي الفيصل، إسرائيل، إبادة جماعية، فصل عنصري، حرب غزة، المحكمة الجنائية الدولية، بنيامين نتنياهو، محمد بن سلمان، منظمة العفو الدولية، دونالد ترامب، السلام في الشرق الأوسط، اتفاقيات إبراهيم.