لقد كنت من عشاق ماكدونالدز. بالنسبة لغزة، سأتخلى عنهم إلى الأبد
جدول المحتوى
ماكدونالدز في مرمى الانتقادات: هل يكفي تبرؤ الشركة من دعم الاحتلال؟
منذ عقود، ارتبطت صورة ماكدونالدز بالوجبات السريعة والعلامة التجارية العالمية الشهيرة. لكن هذه الصورة تتعرض اليوم لهزة عنيفة، فلم تعد مجرد علب كرتونية حمراء وصفراء، بل أصبحت رمزًا للصراع الدائر في فلسطين.
ففي أعقاب هجمات حماس في أكتوبر 2023، والهجوم الإسرائيلي على غزة، تصدرت ماكدونالدز عناوين الأخبار لسببٍ صادم. فقد تبرعت الشركة بآلاف الوجبات المجانية لجنود الجيش الإسرائيلي، وقدمت لهم خصومات هائلة في جميع أنحاء البلاد، في الوقت الذي كان فيه سكان غزة يعانون من الحصار ونقص الغذاء.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل قام صاحب امتياز ماكدونالدز في ماليزيا برفع دعوى قضائية ضد مجموعة تضامن مع الشعب الفلسطيني، في محاولةٍ واضحة لقمع الأصوات الداعية للمقاطعة.
وقد أثارت هذه الأحداث غضبًا عارمًا في جميع أنحاء العالم، ودفعت اللجنة الوطنية لمقاطعة إسرائيل (BNC) إلى الدعوة لـ ”مقاطعة عالمية متصاعدة” لماكدونالدز.
رد فعل متأخر:
سارعت ماكدونالدز، الشركة الأمريكية العملاقة، إلى إصدار بيانٍ تؤكد فيه أن فروعها تتصرف بشكلٍ مستقل، وأن الشركة لا تمول أو تدعم أي حكومة مشاركة في الصراع.
لكن هذا التبرير بدا واهلًا للكثيرين، فالشركة اختارت عن عمد إقامة فرع لها على أرضٍ محتلة بشكلٍ غير قانوني، ما يجعلها متورطة بشكلٍ أو بآخر في دعم الاحتلال.
تغيير جذري في النظرة:
بالنسبة للكثيرين، لم تعد ماكدونالدز مجرد سلسلة مطاعم، بل أصبحت رمزًا للاحتلال والقمع. فالصور التي انتشرت على نطاقٍ واسع لجنود إسرائيليين يتناولون وجبات ماكدونالدز، بينما يشنون هجماتهم على غزة، خلفت شعورًا بالغثيان والاشمئزاز لدى الكثيرين.
وتقول حفصة لودي، الصحفية المتخصصة في شؤون الثقافة وأسلوب الحياة: “لقد دمرت هذه الصور العلامة التجارية لماكدونالدز بشكلٍ لا يمكن إصلاحه”.
هل يكفي الاعتذار؟
يبقى السؤال المطروح: هل يكفي تبرؤ ماكدونالدز من دعم الاحتلال لتهدئة الغضب الشعبي؟ وهل ستتمكن الشركة من استعادة صورتها التي تضررت بشدة؟
للإجابة على هذه الأسئلة، يتعين على ماكدونالدز اتخاذ خطواتٍ ملموسة لإثبات التزامها بالعدالة وحقوق الإنسان، والابتعاد عن أي ممارساتٍ قد تُفسر على أنها دعم للاحتلال.
مقاطعة ماكدونالدز: عندما يتحول البرجر إلى رمز للاحتلال
من رمز للوجبات السريعة إلى رمز للاحتلال: كيف أثارت ماكدونالدز غضب العالم
لم تعد علبة البطاطس المقلية باللونين الأحمر والأصفر تثير في نفسي نفس الشعور بالشغف بقدر ما تثير الاشمئزاز والغثيان. فبعد انتشار صور جنود الجيش الإسرائيلي وهم يتباهون بوجبات ماكدونالدز أثناء مشاركتهم في قصف وقتل المدنيين في غزة، تغيرت نظرتي – ونظرة الكثيرين غيري – لهذه السلسلة بشكل جذري.
دعمٌ للاحتلال يُترجم إلى مقاطعة عالمية
لم يقتصر الأمر على التباهي بوجبات مجانية، بل قامت ماكدونالدز بالتبرع بآلاف الوجبات لجنود الجيش الإسرائيلي وقدمت لهم خصومات كبيرة، في الوقت الذي كان فيه سكان غزة يعانون الحصار والجوع. وفي ماليزيا، قامت الشركة بمقاضاة مجموعة تضامن مع الشعب الفلسطيني، مما أثار موجة غضب ودعوات لمقاطعة عالمية من قبل منظمات مثل اللجنة الوطنية لمقاطعة إسرائيل (BNC).
أرضٌ محتلة وادعاءاتٌ بالحياد
رغم محاولات ماكدونالدز النأي بنفسها عن الصراع والادعاء بأن فروعها تعمل بشكل مستقل، إلا أن وجودها في أرضٍ محتلة بشكل غير قانوني يُعدّ تواطؤًا واضحًا. ففي الوقت الذي تُرتكب فيه المجازر في غزة، تبقى مقاطعة الشركات التي تدعم الاحتلال أحد أهم أشكال المقاومة السلمية المتاحة.
حركة مقاطعة عالمية يقودها الطلاب
من المُلهم أن نرى طلاب الجامعات حول العالم يقودون حملات لمقاطعة الشركات المرتبطة بإسرائيل، مطالبين مؤسساتهم بقطع علاقاتها معها. وقد نجحت هذه الحملات في تحقيق انتصارات مُلفتة في جامعات مرموقة مثل جامعة ولاية ساكرامنتو وجامعة غنت البلجيكية.
الواجب الأخلاقي: مقاطعة ماكدونالدز
إن مقاطعة ماكدونالدز ليست مجرد موقف سياسي، بل هي واجب أخلاقي يقع على عاتق كل من يؤمن بحقوق الإنسان ويرفض الظلم والاحتلال. فلنجعل من اختياراتنا الاستهلاكية وسيلة للضغط والمُساءلة، ولنُظهر للعالم أننا نرفض أن نكون جزءًا من دعم الاحتلال وإدامته.