جدول المحتوى
من معاداة السامية إلى قمع التضامن مع فلسطين: قراءة في أحداث مباراة أياكس ومكابي
شهدت مدينة أمستردام مؤخرًا أحداثًا مؤسفة عقب مباراة كرة القدم بين فريقي أياكس الهولندي ومكابي تل أبيب الإسرائيلي، أثارت جدلاً واسعًا حول تفسير أسباب العنف الذي رافقها. فبينما أرجعت عمدة المدينة، فيمكي هالسيما، الاشتباكات إلى “مزيج سام من معاداة السامية والشغب والغضب بشأن الحرب في فلسطين وإسرائيل”، يرى البعض أن هذا التفسير، وإن لم يكن خاطئًا تمامًا، إلا أنه يُغفل جوانبَ حاسمةً من القصة، ويُستخدم من قبل اليمين الهولندي كذريعة لقمع التضامن مع فلسطين.
قبل انطلاق المباراة، انتشرت مقاطع فيديو تُظهر جماهير مكابي وهم يرددون هتافات عنصرية ويمزقون الأعلام الفلسطينية المعلقة على شرفات المنازل في أمستردام، وهي مدينة يسارية التوجه تضم جالية مسلمة كبيرة. كما أظهرت تقارير إعلامية اعتداء مشجعي مكابي على سائق سيارة أجرة، مما أشعل فتيل الاشتباكات. يُذكر أن جماهير مكابي سبق لها وأن تورطت في أحداث عنف مشابهة، حيث أشارت تقارير إلى اعتدائهم على رجل يرتدي وشاحًا فلسطينيًا في أثينا، مما استدعى نقله إلى المستشفى.
هذه الأحداث تضع علامات استفهام كبيرة حول ازدواجية المعايير التي تتبعها السلطات الهولندية. ففي حين تم حظر الفرق الرياضية الروسية بعد غزو أوكرانيا، تجاهلت السلطات مطالبات منظمات التضامن الفلسطينية بمعاملة الفرق الإسرائيلية بالمثل، على الرغم من الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. بل إن عمدة أمستردام نفسها بررت عدم حظر مباراة مكابي بالخوف من فقدان السيطرة على مئات المشجعين الإسرائيليين في المدينة.
يُشير هذا التناقض إلى استغلال اليمين الهولندي لمعاداة السامية كسلاح سياسي لتبرير حملاته العنصرية وقمع التضامن مع فلسطين. فبدلاً من معالجة جذور المشكلة، المتمثلة في الاحتلال الإسرائيلي والعنصرية المُمارسة ضد الفلسطينيين، يتم تحويل الأنظار إلى “معاداة السامية” كشماعة تُعلق عليها كل الممارسات العنصرية الصادرة عن جماهير مكابي.
إن صمت اليسار البرلماني الهولندي أمام هذه الممارسات يُسهل على اليمين الترويج لخطابه المُعادي للمهاجرين وربط الإسلام بمعاداة السامية، وتصوير التضامن مع فلسطين على أنه عداءٌ لليهود. يُضاف إلى ذلك تجاهل السلطات الهولندية لمطالبات حظر الفرق الإسرائيلية، في تناقض صارخ مع معاملتها للفرق الروسية.
إنّ هذه الأحداث تستدعي إعادة النظر في السياسات المتبعة تجاه التضامن مع فلسطين، ووضع حدٍّ لاستغلال اليمين لمعاداة السامية كأداة لقمع حرية التعبير والتضامن مع الشعب الفلسطيني. كما يتطلب الأمر من اليسار الهولندي الخروج عن صمته والتصدي لهذه الحملات العنصرية التي تُهدد بتقويض قيم التسامح والعدالة الاجتماعية.
(Keywords: معاداة السامية, فلسطين, إسرائيل, أياكس, مكابي, أمستردام, اليمين الهولندي, التضامن مع فلسطين, الاحتلال الإسرائيلي)
من معاداة السامية إلى قمع التضامن مع فلسطين: هل تستغل هولندا أحداث الشغب لتبرير أجندتها؟
في أعقاب الاشتباكات التي تلت مباراة أياكس أمستردام ومكابي تل أبيب، وصفت عمدة أمستردام، فيمكي هالسيما، الأحداث بأنها “مزيج سام من معاداة السامية والشغب والغضب بشأن الحرب في فلسطين وإسرائيل”. ولكن هل هذا التوصيف دقيق فعلاً، أم أنه يحمل في طياته أجندة سياسية خفية؟ يبدو أن اليمين الهولندي يستغل هذا التفسير المشوه للعنف لتبرير حملته القمعية ضد التضامن مع فلسطين، مستخدماً معاداة السامية كسلاح لتحقيق أهدافه العنصرية.
قبل انطلاق المباراة، شوهدت جماهير مكابي تل أبيب وهي تجوب شوارع أمستردام، مرددة هتافات عنصرية وتحريضية، ومستهدفةً الأفراد الذين يبدون مسلمين أو عرباً. وليس من المستغرب رؤية الأعلام الفلسطينية في أمستردام، نظراً لوجود جالية مسلمة كبيرة وتوجه المدينة اليساري بشكل عام. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر جماهير مكابي وهي تمزق الأعلام الفلسطينية من على الشرفات والنوافذ. وتصاعدت حدة التوتر عندما اعتدى مشجعو مكابي على سائق سيارة أجرة، مما أثار رد فعل سريع من مجموعة من السكان المحليين.
بلغت التوترات ذروتها لدرجة أن السلطات في أمستردام فكرت في منع إقامة المباراة. ولكنها تراجعت عن هذا القرار خوفاً من فقدان السيطرة على مئات المشجعين الإسرائيليين المتواجدين في المدينة. وبدلاً من ذلك، حاولت السلطات التواصل مع الناديين لحث جماهيرهما على ضبط النفس. وطُلب من السفير الإسرائيلي إصدار بيان يؤكد على الفصل بين الرياضة والسياسة، ولكن لم يُعلن عن رد فعله على هذا الطلب.
يكشف هذا الموقف عن ازدواجية المعايير الصارخة التي تتبناها السلطات الهولندية فيما يتعلق بمعاناة الفلسطينيين. فبعد الغزو الروسي لأوكرانيا، تم حظر الفرق الروسية من المشاركة في المسابقات الرياضية. ولكن عندما طالبت منظمات التضامن الفلسطينية بحظر الفرق الإسرائيلية، قوبلت طلباتها بالتجاهل التام. بل إن عمدة أمستردام زعمت أن مشجعي مكابي اعتدوا على رجل يرتدي وشاحاً فلسطينياً في اليونان، متجاهلةً الاعتداءات التي قام بها مشجعو مكابي في أمستردام نفسها.
يُثير صمت اليسار الهولندي تساؤلات حول دوره في تسهيل مهمة اليمين في نشر خطاب الكراهية ضد المهاجرين، وربط معاداة السامية بالإسلام، وتصوير التضامن مع فلسطين على أنه عداء للسامية. إن هذا الصمت يُشجع اليمين على استغلال الأحداث لتبرير أجندته العنصرية وقمع أي صوت يدافع عن حقوق الفلسطينيين. فهل ستستمر السلطات الهولندية في غض الطرف عن هذه الممارسات، أم ستتخذ خطوات جادة لوقف هذا التمييز الممنهج؟
الكلمات المفتاحية: معاداة السامية، فلسطين، إسرائيل، هولندا، أياكس، مكابي تل أبيب، شغب، عنصرية، تضامن، ازدواجية المعايير، اليمين الهولندي، اليسار الهولندي، فيمكي هالسيما.
تحريف الحقائق وتأجيج الكراهية: اليمين الهولندي يستغل أحداث مباراة أياكس ومكابي تل أبيب
في أعقاب الاشتباكات التي تلت مباراة أياكس أمستردام ومكابي تل أبيب، شهدنا استغلالاً سياسياً مُشيناً للأحداث من قبل اليمين الهولندي. بدلاً من البحث عن جذور المشكلة ومعالجتها، اختار اليمين تشويه الحقائق وتأجيج خطاب الكراهية ضد المهاجرين، رابطاً بشكل مغلوط بين معاداة السامية والإسلام، ومصوراً التضامن مع فلسطين كشكل من أشكال العداء للسامية. هذا التوظيف السياسي للأحداث يُهدد بتقويض التعايش السلمي في المجتمع الهولندي.
من استفزاز إلى عنف: قراءة متأنية لأحداث أمستردام
رغم أن عمدة أمستردام، فيمكي هالسيما، وصفت الاشتباكات بأنها “مزيج سام من معاداة السامية والشغب والغضب بشأن الحرب في فلسطين وإسرائيل”، إلا أن هذا التوصيف، وإن لم يكن خاطئاً تماماً، يُعتبر مُضللاً. فالتقرير التنفيذي للمجلس البلدي، الذي استندت إليه هالسيما في بيانها، يُقدم صورةً أكثر تعقيداً.
قبل المباراة، جابت جماهير مكابي تل أبيب شوارع أمستردام مرددة هتافات عنصرية ومُحرضة على العنف، مستهدفةً بشكل خاص من يعتقدون أنهم مسلمون أو عرب. وفي مدينة أمستردام، المعروفة بتوجهاتها اليسارية واحتضانها لجاليةٍ مسلمةٍ كبيرة، يُعتبر رفع العلم الفلسطيني أمراً شائعاً. وقد انتشرت مقاطع فيديو تُظهر جماهير مكابي وهي تُمزق الأعلام الفلسطينية من الشرفات والنوافذ.
تصاعد التوتر عندما اعتدى مشجعو مكابي على سائق سيارة أجرة، مما أدى إلى رد فعلٍ سريع من مجموعة من السكان. وكانت التوترات قد بلغت ذروتها لدرجة أن السلطات في أمستردام فكرت في منع إقامة المباراة، لكنها تراجعت خوفاً من فقدان السيطرة على مئات المشجعين الإسرائيليين في المدينة. وبدلاً من ذلك، حاولت السلطات التواصل مع الناديين لحث جماهيرهما على ضبط النفس. كما طُلب من السفير الإسرائيلي إصدار بيان يؤكد على الفصل بين الرياضة والسياسة، ولكن لم يُعلن عن ردّه على هذا الطلب.
ازدواجية المعايير: صمت اليسار وتصعيد اليمين
صمت اليسار البرلماني الهولندي أمام هذه الأحداث ساهم في تسهيل مهمة اليمين في استغلالها لتأجيج مناخ الكراهية ضد المهاجرين. إن ربط معاداة السامية بالإسلام، وتصوير التضامن مع فلسطين كعداءٍ لليهود، يُمثل تحريفاً خطيراً للواقع ويُغذي أجندة اليمين العنصرية.
إن التعامل مع هذه الأحداث يتطلب مواجهةً حازمةً لخطاب الكراهية وتحقيقاً مُحايداً يكشف عن جذور المشكلة ويُحاسب المُحرضين على العنف، بغض النظر عن انتماءاتهم. كما يتطلب إدانةً واضحةً لازدواجية المعايير التي تُمارسها السلطات الهولندية في التعامل مع قضايا العنصرية ومعاداة السامية.
(Keywords: اليمين الهولندي، معاداة السامية، فلسطين، إسرائيل، أياكس، مكابي تل أبيب، أمستردام، فيمكي هالسيما، عنصرية، مهاجرين، ازدواجية المعايير)