## إدانات دولية واسعة لغارات إسرائيلية على إيران ومخاوف من تصعيد إقليمي
أعربت حكومات في جميع أنحاء العالم عن قلقها العميق إثر الهجمات الصاروخية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع متعددة في إيران في الساعات الأولى من صباح السبت. وقد أدانت هذه الحكومات، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، الغارات الإسرائيلية ووصفتها بأنها تشكل تهديدًا خطيرًا على أمن المنطقة واستقرارها، داعيةً جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب أي تصعيد إضافي.
وجاءت هذه الهجمات، التي شنتها إسرائيل على ثلاث موجات، ردًا على الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني الذي استهدف إسرائيل في الأول من أكتوبر. وقد استهدفت الغارات الإسرائيلية نحو 20 موقعًا عسكريًا في محيط العاصمة طهران، بالإضافة إلى مواقع في محافظتي إيلام وخوزستان جنوب غرب البلاد. وأعلن الجيش الإيراني عن مقتل جنديين جراء هذه الهجمات، في حين وصفت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية الأضرار الناجمة عنها بأنها “محدودة”.
وقد بررت المملكة المتحدة والولايات المتحدة الهجمات الإسرائيلية، مؤكدتين على ما أسمياه “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، فيما حثتا إيران على عدم القيام بأي أعمال تصعيدية. في المقابل، أدانت حكومات عديدة في المنطقة الهجوم الإسرائيلي، محملةً إسرائيل مسؤولية زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وعلى سبيل المثال، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن “إدانتها واستنكارها الشديدين للاستهداف العسكري للجمهورية الإسلامية الإيرانية”، ووصفته بأنه انتهاك صارخ لسيادة إيران وللقانون الدولي. كما أكدت المملكة على موقفها الثابت الرافض لاستمرار التصعيد في المنطقة وتوسيع دائرة الصراع، مُشيرةً إلى أن ذلك يهدد أمن واستقرار دول وشعوب المنطقة بأكملها.
من جانبها، أدانت قطر، التي لعبت دور الوسيط الرئيسي بين إسرائيل وحركة حماس في محادثات وقف إطلاق النار في غزة، الغارات الإسرائيلية ووصفتها بأنها “انتهاك صارخ لسيادة إيران”. ودعت الدولة الخليجية جميع الأطراف المعنية إلى “التحلي بضبط النفس وحل الخلافات من خلال الحوار والوسائل السلمية”.
أما باكستان، فقد حمّلت إسرائيل “المسؤولية الكاملة” عن انعدام الاستقرار و”اتساع رقعة” الصراع في الشرق الأوسط. ودعت وزارة الخارجية الباكستانية، في بيان لها، مجلس الأمن الدولي إلى “الاضطلاع بدوره في صون السلم والأمن الدوليين، واتخاذ خطوات فورية لوقف العدوان الإسرائيلي في المنطقة ووضع حد لسلوكه الإجرامي”.
وعلى الرغم من قيامها بتطبيع العلاقات مع إسرائيل في عام 2020، أعربت الإمارات العربية المتحدة عن إدانتها للهجمات الإسرائيلية وإعرابها عن قلقها من تأثيرها على الأمن والاستقرار الإقليميين.
وفي العراق، أكد مكتب رئيس الوزراء أن الغارات الإسرائيلية هي استمرار لسياساتها العدوانية وتهدف إلى تصعيد الصراع في المنطقة، مستغلةً غياب الردع عن أعمالها العدوانية. وعلى الرغم من عدم مشاركة العراق في التصعيد الإقليمي الأخير، إلا أن الميليشيات المتحالفة مع إيران والتي تنضوي تحت لواء “المقاومة الإسلامية” شنّت هجمات ضد أهداف إسرائيلية وأمريكية في المنطقة، مُعلنةً أن ذلك يأتي تضامنًا مع الشعب الفلسطيني الذي يعاني من العدوان الإسرائيلي على غزة.
وفي هذا السياق، أعلنت حركة حماس في غزة، عبر تطبيق تيليجرام، أنها تحمل إسرائيل والولايات المتحدة “المسؤولية الكاملة” عن الهجوم على إيران. ووصفت الحركة الغارات الإسرائيلية بأنها “انتهاك صارخ للسيادة الإيرانية وتصعيد خطير يهدد أمن المنطقة وسلامة شعوبها”، محملةً “الاحتلال كامل المسؤولية عن تداعيات هذا العدوان الذي يحظى بدعم الولايات المتحدة الأمريكية”.