إيران تُخطط لتوسيع برنامجها النووي وسط توترات دولية
كشفت وكالة رويترز، نقلاً عن تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية صدر يوم الخميس، عن نية إيران تركيب المزيد من أجهزة الطرد المركزي المتطورة لتخصيب اليورانيوم في منشآتها النووية في نطنز وفوردو. يأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد التوترات الدولية حول البرنامج النووي الإيراني، ووسط مساعي دبلوماسية لاستئناف الحوار مع الغرب.
وفقاً للتقرير، الذي أُطلع عليه أعضاء الوكالة، تعتزم إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي حديثة تم تركيبها مؤخراً، بالإضافة إلى إضافة 32 سلسلة جديدة، كل منها تحتوي على ما يقارب 174 جهازاً. كما تتضمن الخطة تركيب سلسلة ضخمة غير مسبوقة تضم 1152 جهازاً متطوراً من طراز IR-6، مما يُشير إلى توسع كبير في قدرات التخصيب الإيرانية.
يُذكر أن إيران تمتلك حالياً أكثر من 10 آلاف جهاز طرد مركزي تعمل في منشآت نطنز وفوردو، بما في ذلك منشأة فوق الأرض في نطنز. ولم يُحدد التقرير مستوى تخصيب اليورانيوم الذي تسعى إيران لتحقيقه، ولكنه أشار إلى أن ثماني مجموعات من أجهزة IR-6 سيتم تشغيلها لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 5%. يُذكر أن تقريراً سابقاً للوكالة في أغسطس لم يُحدد نسبة التخصيب المخطط لها.
جاءت هذه الخطوة الإيرانية عقب قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المكون من 35 دولة، ضد إيران، والذي دفعها للتعهد بزيادة أجهزة الطرد المركزي بشكل كبير. وعلى الرغم من أن إيران لم تُنفذ الكثير من هذه الخطط حتى الآن، إلا أن التقرير يُشير إلى نيتها المضي قدماً في توسيع برنامجها النووي.
حذر إيراني قبيل محادثات جنيف
يُلاحظ أن التقرير لم يتطرق إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وهي نسبة تقترب من 90% اللازمة لإنتاج الأسلحة النووية. يُمكن تفسير هذا الحذر الإيراني في ضوء استعدادها لإجراء محادثات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا في جنيف يوم الجمعة، بهدف استعادة الحوار مع الغرب.
قبل انعقاد الاجتماع الفصلي لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي، عرضت إيران وضع حد أقصى لمخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، لكن دبلوماسيين أفادوا بأن هذا العرض كان مشروطاً بعدم إصدار المجلس قراراً ضدها.
ورغم تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تباطؤ إيران في تخصيب اليورانيوم على أعلى مستوى، واعتبارها ذلك “خطوة ملموسة في الاتجاه الصحيح”، إلا أن المجلس أصدر قراراً يدعو إيران إلى تعزيز تعاونها مع الوكالة. هذا القرار، الذي اقترحته بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، يُكرر مخاوف المجتمع الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني.
(المصدر: رويترز)