استهداف الصحافة جريمة حرب: غارة إسرائيلية تودي بحياة ثلاثة صحفيين في لبنان
أثار استشهاد ثلاثة صحفيين في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان موجة من الإدانات الدولية، وسط تزايد المخاوف بشأن استهداف الصحفيين في مناطق النزاع.
في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة، استهدفت غارة إسرائيلية مجموعة من دور الضيافة التي تأوي صحفيين في بلدة حاصبيا جنوب لبنان. وأسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة صحفيين، هم اثنان من قناة “الميادين” وواحد من قناة “المنار”.
وأدانت لجنة حماية الصحفيين بشدة الهجوم، داعيةً المجتمع الدولي إلى وضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب على قتل الصحفيين. وأكدت اللجنة أن العام الماضي كان الأكثر دموية بالنسبة للصحفيين منذ أكثر من ثلاثة عقود، حيث قُتل ما لا يقل عن 126 صحفيًا وعاملًا في مجال الإعلام في مناطق مختلفة، بما فيها غزة والضفة الغربية ولبنان.
ووصف محمد فرحات، مراسل قناة “الجديد” اللبنانية، والذي كان متواجداً في أحد دور الضيافة المستهدفة، مشاهد مروعة لزملائه القتلى، قائلاً: ”رأينا زملائنا وأصدقاءنا مقطعين، وأطرافهم ممدودة في كل مكان، وآخرون يصرخون ويتوسلون إلينا لنخرجهم”.
وأكد فرحات أنه لم يصدر أي تحذير أو أمر إخلاء من الجيش الإسرائيلي قبل الغارة.
من جانبها، وصفت إيرين خان، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحرية الرأي والتعبير، استهداف الصحفيين المتعمد بأنه “جريمة حرب”.
وأكد مازن شقورة، ممثل مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط، أن الغارة تمثل “استهدافًا لما نسمع وما نرى”.
يُذكر أن يوم الجمعة شهد مقتل خمسة صحفيين على الأقل في غارات إسرائيلية على لبنان خلال العام الماضي، بما في ذلك صحفي رويترز عصام عبد الله.
وتأتي هذه الحادثة لتُسلط الضوء على المخاطر الجسيمة التي يواجهها الصحفيون في مناطق النزاع، وتُجدد المطالبات بضرورة توفير الحماية اللازمة لهم ومحاسبة المسؤولين عن استهدافهم.