اعتقال الصحفي سيد صابر في مصر: 15 يومًا بسبب منشورات تنتقد الحكم العسكري
تقييد حرية التعبير: اعتقال الصحفي سيد صابر في مصر
في خطوةٍ أثارت مخاوف جديدة حول تقييد حرية التعبير في مصر، أُلقي القبض على الصحفي والكاتب سيد صابر مساء الثلاثاء 26 نوفمبر/تشرين الثاني. وأفادت منظمات حقوقية محلية وزملاء صابر أن قوات الأمن اقتادته إلى جهة غير معلومة، قبل أن يظهر في صباح اليوم التالي في نيابة أمن الدولة بالعاصمة القاهرة. يُعتقد أن سبب الاعتقال يعود إلى منشورات صابر على مواقع التواصل الاجتماعي، التي انتقد فيها ما وصفه بـ”فاشية الحكم العسكري”.
يُعرف صابر بانتقاداته اللاذعة لسياسات الرئيس عبد الفتاح السيسي، سواءً من خلال عمله الصحفي أو عبر منصات التواصل الاجتماعي. وهو كاتبٌ معروف بأسلوبه الساخر، وله مؤلفات أدبية حظيت بإشادة النقاد والجمهور، أحدثها مجموعة قصصية بعنوان “مزرعة المكرونة” (مزرعة المعكرونة)، التي ترصد التحولات الاجتماعية والاقتصادية في مصر خلال العقود الماضية. كما يُعرف صابر بنشاطه السياسي كعضو في حزب الكرامة، الذي يتبنى الفكر القومي العربي والاشتراكي، على نهج الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
يأتي اعتقال صابر ليُضاف إلى قائمة طويلة من الصحفيين المُعتقلين في مصر، والذين يُقدر عددهم بحوالي 24 صحفياً، وفقاً لمصادر في نقابة الصحفيين المصريين. من بين هؤلاء، يقبع 15 صحفياً خلف القضبان دون محاكمة عادلة، لمدد تصل إلى خمس سنوات. وتُتهم السلطات المصرية بتلفيق التهم ضد الصحفيين والمعارضين، وتجاوز المدة القانونية للحبس الاحتياطي (24 شهراً)، مما يُبقيهم رهن الاعتقال لسنوات دون إدانة.
وتُشير تقارير دولية إلى تدهور ملحوظ في حرية الصحافة والحقوق المدنية في مصر منذ تولي الرئيس السيسي السلطة عام 2013. ففي عام 2023، احتلت مصر مرتبة متأخرة في مؤشر حرية الصحافة العالمي، حيث جاءت في المرتبة 170 من أصل 180 دولة، مُساويةً لتركيا والسعودية. وعلى مدار العقد الماضي، حُجبت أكثر من 500 موقع إخباري محلي ودولي، بما في ذلك “العربي الجديد”. وتُواصل منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية مطالبتها بالإفراج عن الصحفيين المعتقلين، ووقف الانتهاكات ضد حرية التعبير.
الكلمات المفتاحية: سيد صابر، حرية التعبير، مصر، عبد الفتاح السيسي، اعتقال صحفيين، حقوق الإنسان، مؤشر حرية الصحافة، العربي الجديد، حزب الكرامة، مزرعة المكرونة.