## سندلة: هل هي بارقة أمل أم ستار دخان لمشروع نيوم المثير للجدل؟
وسط شكوك مستمرة حول جدوى مشروع نيوم، المدينة المستقبلية العملاقة في المملكة العربية السعودية، أعلنت الشركة المطورة للمشروع يوم الأحد عن افتتاح “أول عرض مادي لها”: جزيرة فاخرة في البحر الأحمر تحمل اسم “سندلة”. تأتي هذه الخطوة قبيل انطلاق منتدى كبير للمستثمرين في الرياض، يُشار إليه أحيانًا باسم “دافوس في الصحراء”.
وتمتد جزيرة سندلة على مساحة 840 ألف متر مربع (200 فدان)، وتضم مطاعم فاخرة وفنادق راقية وأرصفة لليخوت، بهدف استقطاب ما يصل إلى 2400 زائر يوميًا بحلول عام 2028. ويهدف المشروع إلى تقديم “لمحة أولى” عما ستكون عليه نيوم، بحسب تصريح لنظمي النصر، الرئيس التنفيذي لشركة نيوم، الذي أكد التزام الشركة بدعم حقبة جديدة من السياحة الفاخرة في المملكة.
لكن، يبقى السؤال: هل ستكون سندلة بارقة أمل لمشروع نيوم المثير للجدل، أم مجرد ستار دخان يخفي التحديات الهائلة التي تواجهه؟
فمنذ الإعلان عن مشروع نيوم، الذي يضم “ذا لاين” (The Line)، وهي ناطحات سحاب مزدوجة بطول 170 كيلومترًا ومغطاة بمرآة، تعرض المشروع لانتقادات لاذعة بسبب مزاعم الإخلاء القسري للقبائل التي تسكن المنطقة، لا سيما قبيلة الحويطات التي واجه العديد من أفرادها الإعدام لمعارضتهم المشروع. وفي عام 2020، زُعم أن قوات الأمن السعودية قتلت عبد الرحيم الحويطي لمقاومته إخلائه القسري من منزله.
كما أثيرت تساؤلات حول الجدوى الاقتصادية للمشروع، لا سيما في ظل التوقعات المنقحة التي نشرتها “بلومبرج” في وقت سابق من هذا العام، والتي أشارت إلى أن 300000 شخص فقط سيعيشون في “ذا لاين” بحلول نهاية العقد، وسيتم الانتهاء من 2.4 كيلومتر فقط من المشروع بحلول ذلك الوقت، وهو ما يتناقض مع تصريحات سابقة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي توقع أن يتجاوز عدد سكان نيوم المليون بحلول عام 2030.
ويأتي مشروع نيوم ضمن رؤية 2030، التي تسعى إلى تنويع اقتصاد المملكة وتقليل اعتمادها على النفط. لكن، مع تأجيل الإطار الزمني لبعض المشاريع الكبرى إلى ما بعد عام 2030، بحسب تصريحات وزير المالية محمد الجدعان، يبقى الغموض يكتنف مستقبل نيوم ومشاريع أخرى طموحة.
فهل ستنجح سندلة في جذب المستثمرين وإعادة الثقة بمشروع نيوم؟ أم أن التحديات الحقوقية والاقتصادية ستلقي بظلالها على مستقبل المدينة المستقبلية؟