جدول المحتوى
اكتشافات جديدة في خيبر تُعيد رسم تاريخ العصر البرونزي في شبه الجزيرة العربية
شهدت ندوة العلا العالمية للآثار 2024، تحت عنوان “المضي قدمًا: الماضي والحاضر والمستقبل في علم الآثار وتراث المجتمعات المتنقلة”، الكشف عن نتائج أحدث الاكتشافات الأثرية في خيبر، والتي تُغير فهمنا لتاريخ المنطقة خلال العصر البرونزي. فقد أظهرت الحفريات في موقع “النطاح”، الذي يعود تاريخه إلى ما بين 2400 و 1300 قبل الميلاد، دلائل قوية على وجود مجتمع حضري منظم ومزدهر، مما يتحدى الاعتقاد السائد بأن أنماط الحياة البدوية والرعوية كانت هي السائدة في تلك الفترة.
مدينة النطاح: مركز حضري مزدهر في قلب الصحراء
امتدت مدينة النطاح على مساحة 2.6 هكتار، واحتضنت ما يقارب 500 نسمة. ولم تكن مجرد تجمع سكاني عشوائي، بل مدينة مُخططة تضم مناطق سكنية وأخرى جنائزية، محصنة بجدار حجري يبلغ ارتفاعه 15 مترًا، مما يُشير إلى أهميتها الاستراتيجية ودورها كمركز محمي. وتُشير هذه الاكتشافات إلى وجود أنظمة زراعية وتجارية واجتماعية متطورة، مما يعكس مستوىً عاليًا من التنظيم والاستقرار في تلك الحقبة.
خيبر: نقطة تحول في فهم تاريخ المنطقة
تُلقي هذه الاكتشافات ضوءًا جديدًا على الهياكل الاجتماعية والاقتصادية في شمال غرب شبه الجزيرة العربية خلال العصر البرونزي. وتُؤكد أن خيبر لم تكن مجرد منطقة هامشية، بل مركزًا حضريًا حيويًا لعب دورًا مهمًا في تشكيل تاريخ المنطقة. وتُضيف هذه النتائج بعدًا جديدًا لفهمنا لحضارات العصر البرونزي في شبه الجزيرة العربية، وتُعيد رسم صورة الحياة في تلك الفترة.
جهود بحثية مشتركة تكشف أسرار الماضي
أشرف على أعمال التنقيب في موقع النطاح، والتي تُعد جزءًا من مشروع خيبر لونغو دوريه الأثري، فريق من الخبراء بقيادة الدكتور غيوم شارلو من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، والدكتورة منيرة المشوح من الهيئة الملكية لمحافظة العلا. وقد نُشرت نتائج هذه الاكتشافات في مجلة PLOS ONE العلمية المُحكمة.
مستقبل الاكتشافات في خيبر
من المُتوقع أن تُسفر الحفريات المُستمرة في خيبر عن المزيد من المعلومات القيّمة حول حياة سكان هذه الواحة الصحراوية، وتُعمق فهمنا لمساهماتهم في النسيج التاريخي والثقافي للمنطقة. وستُساعد هذه الاكتشافات في إثراء معرفتنا بتاريخ شبه الجزيرة العربية وتراثها الغني.
Keywords: خيبر, النطاح, العصر البرونزي, علم الآثار, الحفريات, شبه الجزيرة العربية, العلا, PLOS ONE, غيوم شارلو, منيرة المشوح, الهيئة الملكية لمحافظة العلا, ندوة العلا العالمية للآثار.
