السودانمنوعات

الجيش يدين “انتهاكات فردية” بالجزيرة بعد اتهامات بفظائع

واشنطن تتهم الدعم السريع ‍بـ”الإبادة الجماعية” والجيش يُدين انتهاكات في الجزيرة

في تطور جديد للأزمة السودانية، اتهمت ​الولايات المتحدة قوات الدعم السريع بارتكاب “إبادة جماعية” وفرضت عقوبات ⁣على قياداتها، في حين ⁢أدان الجيش السوداني ما وصفها بـ”الانتهاكات الفردية” في ولاية الجزيرة.

أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، يوم الثلاثاء، أن قرار اتهام قوات الدعم السريع بارتكاب “إبادة جماعية” يستند إلى معلومات حول عمليات قتل “منهجية” للرجال والفتيان، واغتصاب ممنهج للنساء والفتيات من مجموعات عرقية محددة. وأكد بلينكن التزام الولايات ⁢المتحدة⁢ بمحاسبة المسؤولين، معلنًا فرض عقوبات على قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، لدوره في “الانتهاكات المروعة” ضد الشعب السوداني، مضيفًا أن دقلو مُدرج على قائمة العقوبات لتورطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في ⁣دارفور، لا سيما الاغتصاب الجماعي للمدنيين على يد قواته. وأصبح دقلو وأفراد أسرته غير مؤهلين لدخول الولايات المتحدة.

يأتي هذا الاتهام في⁣ وقت يشهد فيه الصراع⁢ السوداني تصاعدًا في حدة العنف، خاصة بعد استعادة الجيش السيطرة على مدينة ود مدني، ⁣عاصمة ولاية الجزيرة، من​ قوات الدعم السريع في وقت سابق من هذا الأسبوع، وهو ما يُعتبر ‌نقطة تحول محتملة في الصراع الدائر منذ ما يقارب العامين.

انتهاكات في أعقاب استعادة ود مدني

على الرغم من استعادة الجيش السيطرة على ود مدني، إلا أن ولاية الجزيرة شهدت انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان. أدانت جماعة⁢ “محامي الطوارئ” الهجمات التي استهدفت بشكل رئيسي أفرادًا من غرب‌ السودان يعيشون في الولاية، بسبب اتهامات بالتعاون⁢ مع قوات الدعم السريع. وأفادت الجماعة بمقتل 13 شخصًا⁤ في مستوطنة كامبو طيبة الزراعية بعد تقدم الجيش في⁢ المنطقة، مشيرة إلى أن الهجمات ‌جاءت في أعقاب خطاب ‍كراهية يربط السكان بقوات‌ الدعم السريع، بالإضافة⁢ إلى حوادث اعتقال وتعذيب وإعدام⁤ لمدنيين.

من جانبه، أدان ‍الجيش السوداني يوم الثلاثاء ⁤ما وصفها بـ”الانتهاكات الفردية” في⁤ بعض⁢ مناطق الجزيرة عقب استعادة ود مدني، مؤكدًا⁤ حرصه على محاسبة كل من تورط في أي انتهاكات​ ضد ⁣المدنيين في الكنابي والقرى.

شهادات‍ مرعبة وضحايا أبرياء

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو‍ وصورًا تُظهر انتهاكات مروعة، منها مقطع فيديو يظهر فيه مدني يتوسل إلى جنود يحيطون⁤ به ويتهمونه بالانتماء لقوات ‍الدعم السريع، قبل أن يُسند إلى جدار ويُطلق عليه النار. وفي صورة أخرى، يُدفع شاب من فوق جسر من قبل مجموعة من الرجال،⁢ أحدهم يرتدي سترة تحمل شارة​ كتيبة البراء بن مالك، وهي ميليشيا متحالفة مع الجيش. رغم انتشار ⁤هذه المقاطع والصور، لم تتمكن وكالة رويترز‌ من التحقق منها بشكل مستقل.

أكدت نقابة الأطباء السودانيين أن المدنيين هم الخاسر الأكبر في هذه الحرب، حيث يدفعون‌ يوميًا​ ثمنًا باهظًا لاستمرار الصراع، ⁢ فيما تمنعهم ظروفهم من مغادرة ⁢مناطقهم.

تجدر الإشارة إلى أن ولاية⁣ الجزيرة ⁤كانت مسرحًا لحملة نهب ​وعنف استمرت لمدة عام ضد المدنيين من قبل قوات الدعم السريع، مما أدى إلى نزوح‍ مئات الآلاف. وأفاد بعض السكان بمشاركة شباب من الكنابي المهمشين في مداهمات⁢ قوات الدعم السريع.

يُذكر أن تعريف الإبادة الجماعية،⁤ وفقًا لاتفاقية ⁢الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، ‌يشمل “الأفعال المرتكبة بقصد التدمير، كليًا أو جزئيًا، لمجموعة قومية أو إثنية⁤ أو عنصرية أو دينية”.

Keywords: ⁢السودان، الجيش السوداني، قوات الدعم السريع، إبادة جماعية، انتهاكات، ولاية‍ الجزيرة، ود مدني، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أنتوني بلينكن، عقوبات، نقابة الأطباء السودانيين، محامي ‌الطوارئ، رويترز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى