عقوبات أمريكية على المحكمة الجنائية الدولية لحماية إسرائيل
الكونغرس الأمريكي يصوّت على مشروع قانون لمعاقبة المحكمة الجنائية الدولية: جدل حول حماية إسرائيل من المساءلة
في خطوةٍ أثارت جدلاً واسعاً، أقرّ مجلس النواب الأمريكي مشروع قانونٍ يهدف إلى فرض عقوبات على أفرادٍ يعملون في المحكمة الجنائية الدولية، وذلك على خلفية التحقيقات الجارية بشأن اتهامات موجهة ضد مسؤولين إسرائيليين بارتكاب جرائم حرب. وقد حصد مشروع القانون، الذي قاده جمهوريون من كلا الحزبين، أغلبية 243 صوتًا مقابل 140 صوتًا معارضًا، ومن المتوقع أن يُطرح للتصويت في مجلس الشيوخ قريبًا، حيث يحظى بفرصٍ كبيرة للموافقة نظرًا للدعم الثنائي الحزبي الذي يتمتع به.
يأتي هذا التصويت في ظلّ مخاوفَ عبّر عنها مدافعون عن حقوق الإنسان، محذرين من أن مشروع القانون سيُعيق الجهود الرامية إلى محاسبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم حرب. يُذكر أن نتنياهو قد تمكن مؤخرًا من تفادي مواجهة المحكمة الجنائية الدولية من خلال سفره إلى بولندا، على الرغم من صدور مذكرة اعتقال بحقه.
وقد أثار مشروع القانون انتقاداتٍ لاذعة من منظمات حقوقية، حيث وصف روبرت مكاو، مدير الشؤون الحكومية في مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR)، أعضاء الكونغرس الداعمين لمشروع القانون بأنهم “يخونون التزام أمريكا الأساسي بالعدالة” و “ينتهكون قسمهم بالتمسك بقوانين الأمة”. وأضاف مكاو في بيانٍ صحفي أن “أنصار الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة في الكونغرس يبدو أنهم يائسون بشكل متزايد لمنع ما لا مفر منه: محاسبة مجرمي الحرب مثل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وغيره من القادة الإسرائيليين على جرائمهم المروعة ضد الفلسطينيين”.
يدّعي مشروع القانون أن الولايات المتحدة وإسرائيل ليستا طرفين في نظام روما الأساسي، وبالتالي فإن المحكمة الجنائية الدولية لا تملك أي سلطة قضائية عليهما. وجاء في نص مشروع القانون أن “إجراءات المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل غير شرعية ولا أساس لها من الصحة، بما في ذلك الفحص الأولي والتحقيق في إسرائيل وطلبات إصدار أوامر اعتقال ضد المسؤولين الإسرائيليين، مما يخلق سابقة مدمرة تهدد الولايات المتحدة وإسرائيل وجميع شركاء الولايات المتحدة الذين لم يقدموا طلباتهم إلى اختصاص المحكمة الجنائية الدولية”. تجدر الإشارة إلى أن حججًا مماثلة قد استُخدمت في الماضي لتبرير عدم محاسبة مسؤولين أمريكيين على جرائم حرب.
يُذكر أن التصويت على مشروع القانون تزامن مع حفل تأبين الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر، مما أدى إلى غياب عدد من أعضاء الكونغرس عن جلسة التصويت. وكان النائب الجمهوري توماس ماسي من كنتاكي العضو الوحيد الذي امتنع عن التصويت، وهو معروفٌ بمواقفه المعارضة لمشاريع القوانين الداعمة لإسرائيل.
وكانت إدارة الرئيس جو بايدن قد أعربت في يوليو/تموز الماضي عن معارضتها الشديدة لمشروع القانون، محذرةً من أنه قد يؤدي إلى فرض عقوبات على موظفي المحكمة والقضاة والشهود، بالإضافة إلى حلفاء الولايات المتحدة وشركائها. ولكن بايدن، المعروف بدعمه القوي لإسرائيل، لم يُعلّق علنًا على مشروع القانون منذ ذلك الحين.
الكلمات المفتاحية: المحكمة الجنائية الدولية، إسرائيل، بنيامين نتنياهو، جرائم حرب، الكونغرس الأمريكي، عقوبات، حقوق الإنسان، فلسطين، جو بايدن.