انتهاكات حقوق الصحفيين الأفغان: تقرير الأمم المتحدة الصادم
جدول المحتوى
تدهور حرية الصحافة في أفغانستان: تقرير أممي يرصد انتهاكات جسيمة
منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان عام 2021، شهد قطاع الإعلام تراجعًا حادًا، مصحوبًا بانتهاكات جسيمة لحقوق الصحفيين، وفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة. يوثق التقرير، الذي أعدته بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان (يوناما) بالتعاون مع مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، أكثر من 300 حالة انتهاك لحقوق الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام، بما في ذلك عشرات حالات التعذيب والاعتقال التعسفي.
بيئة قمعية للإعلام
يعمل الصحفيون الأفغان في ظل بيئة خانقة من الرقابة والقيود المشددة، حيث يواجهون قواعد غامضة وغير واضحة تحدد ما يمكنهم وما لا يمكنهم نشره. هذا الغموض يعرضهم لخطر التخويف والاعتقال التعسفي لمجرد التعبير عن آراء ناقدة. وكما صرحت روزا أوتونباييفا، رئيسة بعثة الأمم المتحدة، فإن “عشرة من عشرة صحفيين يواجهون هذه القواعد الغامضة، مما يجعلهم عرضة للترهيب والاعتقال التعسفي بسبب الانتقادات المزعومة”.
أرقام مفزعة تكشف حجم الانتهاكات
بين أغسطس 2021 ونهاية سبتمبر من العام الحالي، وثّق فريق الأمم المتحدة 336 حالة انتهاك لحقوق الإنسان طالت الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام. وتشمل هذه الانتهاكات 256 حالة اعتقال واحتجاز تعسفي، و130 حالة تعذيب وسوء معاملة، بالإضافة إلى 75 حالة تهديد وتخويف. هذه الأرقام المقلقة تعكس حجم القمع الذي يواجهه الإعلام في أفغانستان.
تراجع حاد في أعداد العاملين بالإعلام
قبل عودة طالبان إلى السلطة، كان يعمل في قطاع الإعلام الأفغاني حوالي 8400 موظف، من بينهم 1700 امرأة. لكن هذا العدد تقلص بشكل كبير ليصل إلى 5100 فقط، من بينهم 560 امرأة، بسبب القيود الصارمة التي فرضتها حكومة طالبان، بما في ذلك تهميش دور المرأة في المجال العام. هذا التراجع يعكس تدهور حرية الصحافة وتقلص مساحة التعبير في البلاد.
دعوات دولية لحماية الصحفيين
أعرب فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان، عن قلقه إزاء هذه الانتهاكات، داعيًا إلى بذل كل جهد ممكن لضمان احترام وحماية حقوق الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام، بمن فيهم النساء. كما تراجعت أفغانستان بشكل كبير في تصنيف منظمة مراسلون بلا حدود لحرية الصحافة، حيث هبطت من المركز 122 إلى المركز 178 من أصل 180 دولة، مما يؤكد تدهور وضع حرية الصحافة في البلاد.
موقف حكومة طالبان
في حين تدين الأمم المتحدة والمجتمع الدولي هذه الانتهاكات، تدافع حكومة طالبان عن سياستها الإعلامية، حيث أكد حياة الله مهاجر فرحي، نائب وزير الإعلام، أن وسائل الإعلام مسموح لها بالعمل طالما احترمت “القيم الإسلامية والمصلحة العليا للبلاد وثقافتها وتقاليدها”. لكن هذا التبرير لا يخفي حقيقة القيود المفروضة على حرية التعبير والصحافة في أفغانستان.
(Keywords: أفغانستان، طالبان، حرية الصحافة، انتهاكات، حقوق الإنسان، الأمم المتحدة، يوناما، فولكر تورك، روزا أوتونباييفا، حياة الله مهاجر فرحي، مراسلون بلا حدود)