أزمة اليسار الألماني: استقالات جماعية بسبب دعم فلسطين
انقسامات داخل حزب “اليسار” الألماني على خلفية الحرب في غزة واتهامات بمعاداة السامية
برلين – يشهد حزب “اليسار” الألماني (Die Linke) أزمة داخلية حادة على خلفية الحرب الدائرة في غزة، وذلك على إثر اتهامات بمعاداة السامية طالت الحزب نتيجة لمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية. وقد أدت هذه الأزمة إلى موجة استقالات في صفوف الحزب، كان آخرها استقالة خمسة نواب من فرع الحزب في برلين، بحسب ما أوردته وسائل إعلام ألمانية.
وضمت قائمة المستقيلين أعضاء بارزين في الحزب، من بينهم عضوا مجلس الشيوخ في برلين إلكه بريتنباخ وكلاوس ليدرر، إضافة إلى زعيم المجموعة البرلمانية السابق كارستن شاتز، إلى جانب سيباستيان شيل وسيباستيان شلوسيلبورج.
وتعود جذور الأزمة إلى المؤتمر السنوي للحزب الذي انعقد في 11 أكتوبر الماضي، حيث احتدم النقاش حول قرار يتعلق بمعاداة السامية. وقد انسحب عدد من كبار أعضاء الحزب على خلفية الخلافات التي شهدها المؤتمر.
قمع الأصوات المؤيدة لفلسطين
وتأتي هذه الأزمة في ظل تصاعد حدة التوتر داخل المجتمع الألماني على خلفية الحرب في غزة، حيث تتهم أصوات داخل حزب “اليسار” الحكومة الألمانية بقمع الأصوات المؤيدة لحقوق الفلسطينيين، وذلك من خلال تفريق المظاهرات المؤيدة لفلسطين، وإغلاق فعاليات تتعلق بالقضية الفلسطينية، فضلاً عن اعتقال النشطاء.
ويرى مراقبون أن تاريخ ألمانيا مع المحرقة النازية يلعب دوراً في طريقة تعامل الحكومة الألمانية مع إسرائيل اليوم، حيث يتهم البعض الحكومة بالتساهل مع الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
انقسامات حول ”التضامن غير المشروط” مع إسرائيل
وكانت صحيفة “صوت اليسار” اليسارية قد كشفت أن حزب “اليسار” كان ينوي تمرير اقتراح خلال مؤتمره الأخير يؤكد معارضة الحزب لمعاداة السامية، غير أن نص الاقتراح لم يتضمن إدانة لـ “التضامن غير المشروط” مع حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة.
كما أشارت الصحيفة إلى أن بعض أعضاء الحزب أرادوا مساواة هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي مع جرائم النظام النازي، وهو ما أثار انتقادات داخل الحزب.
وقد أدى فشل الحزب في التوصل إلى صيغة مُرضية لجميع الأطراف بشأن قرار معاداة السامية إلى انسحاب كلاوس ليدرر ونحو 40 عضواً آخرين من الحزب.
مستقبل غامض لحزب “اليسار”
ويرى الصحفي الألماني ناثانيال فلاكين أن الأزمة التي يشهدها حزب “اليسار” ستؤدي إلى انقسامات في صفوفه، وقد تساهم في ظهور بديل يساري جديد في ألمانيا.
ويشغل حزب “اليسار” 28 مقعداً في البرلمان الألماني (البوندستاغ) من أصل 736 مقعداً، وهو ثاني أصغر حزب في البرلمان.