تشاد تنفي تورطها في إذكاء نيران الحرب في السودان بتزويد قوات الدعم السريع بالسلاح
الخرطوم، السودان – نفت حكومة تشاد بشدة يوم الخميس الاتهامات الموجهة إليها بتأجيج الصراع الدائر في السودان من خلال تسهيل وصول الأسلحة إلى قوات الدعم السريع شبه العسكرية، والتي تخوض حربًا ضروسًا ضد الجيش السوداني منذ أكثر من عام.
وتأتي هذه التصريحات على لسان وزير الخارجية والمتحدث باسم الحكومة التشادية، عبد الرحمن كلام الله، ردًا على اتهامات وجهها حاكم دارفور السوداني، ميني ميناوي، لحكومة بلاده بدعم قوات الدعم السريع، التي يقودها محمد حمدان دقلو.
وقال ميناوي، الذي يرأس فصيلاً متحالفًا مع حكومة الخرطوم، في تصريح لإذاعة آر.إف.آي يوم الأربعاء، إنه سافر إلى باريس “للمطالبة بوقف دور الحكومة التشادية في عبور المساعدات غير الإنسانية – المعدات العسكرية – إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في السودان عبر أراضيها”.
من جانبه، أكد كلام الله في تصريح لإذاعة فرنسا الدولية أن “تشاد ليس لديها مصلحة في تضخيم الحرب في السودان من خلال إمدادها بالأسلحة”، مشيرًا إلى أن تشاد “واحدة من الدول النادرة التي كان لهذه الحرب فيها تداعيات كبيرة” لاستضافتها ما يقرب من 680 ألف لاجئ سوداني، أكثر من أي دولة أخرى.
وأضاف كلام الله: “نحن لا ندعم أيًا من الفصائل التي تقاتل على الأراضي السودانية – نحن نؤيد السلام”.
وتأتي هذه الاتهامات في أعقاب تقرير صادر عن مرصد النزاع في السودان -وهو منصة تمولها وزارة الخارجية الأمريكية- زعم أن “الإمارات العربية المتحدة سهّلت وصول أسلحة إلى قوات الدعم السريع” عبر مطار أمدجراس في شمال شرق تشاد بين يونيو 2023 ومايو 2024.
ورفض كلام الله هذه المزاعم، مؤكدًا أن بلاده “على علاقة جيدة مع دولة الإمارات العربية المتحدة… لكن هذه العلاقة لا تأخذ بأي شكل من الأشكال شكلاً عسكريًا من خلال تزويد أي فصيل بالسلاح”، واصفًا هذه المعلومات بـ”الوهمية”.
يُذكر أن الصراع الدائر في السودان منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة الحاكم الفعلي للبلاد عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، قد أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، ودفع بنحو 26 مليون شخص إلى مواجهة شبح انعدام الأمن الغذائي الشديد، مع إعلان المجاعة في مخيم زمزم للنازحين في منطقة دارفور غرب السودان.