المتمردون السوريون يسيطرون على حلب ويقتربون من حماة
تصاعد وتيرة المعارك في شمال غرب سوريا مع تقدم فصائل المعارضة نحو حماة
شهد شمال غرب سوريا تصاعدًا ملحوظًا في وتيرة المعارك يومي السبت والأحد، حيث حققت فصائل المعارضة، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام (غرفة عمليات “ردع العدوان”)، تقدمًا سريعًا في المنطقة، مسيطرة على مناطق واسعة في حلب وإدلب، ومقتربة من مدينة حماة الاستراتيجية.
في تطور ميداني لافت، سيطرت فصائل المعارضة على مدينة حلب، بما في ذلك مطارها الدولي، وقاعدة كويرس الجوية العسكرية شرق حلب، بعد هجوم واسع شنته يوم الأربعاء على قوات النظام السوري وحلفائه الإيرانيين والروس. وأكد حسين عبد الغني، المتحدث باسم عملية “ردع العدوان”، سيطرة مقاتليه على المطارين. يُذكر أن مطار حلب الدولي تعرض منذ عام 2022 لسلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية، ما أدى إلى تعطيله مؤقتًا في عدة مناسبات، وسط تقارير عن استخدامه لنقل أسلحة ومقاتلين إيرانيين إلى النظام السوري. كما سيطرت فصائل المعارضة على قاعدة أبو الظهور الجوية شرق إدلب يوم السبت.
وأمام هذا التقدم السريع، اضطرت قوات النظام السوري الموالية للرئيس بشار الأسد إلى الانسحاب من عدة مواقع في حلب وإدلب، في خطوة وصفها بيان للجيش السوري بـ”إعادة انتشار القوات لتعزيز الخطوط الدفاعية وامتصاص الهجوم”. إلا أن فصائل المعارضة واصلت تقدمها نحو حماة، ودخلت ضواحي المدينة بعد سيطرتها على عدة بلدات كانت تحت سيطرة النظام، منها حلفايا، ومورك، واللطامنة، وكفرزيتا، وقلعة المضيق، وكفرنبودة، وغيرها، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وعلى الرغم من انسحاب قوات النظام من بعض المواقع، تشير مصادر إلى أن هذه القوات تعيد تنظيم صفوفها وتقيم حواجز دفاعية في حماة، حيث أرسل النظام تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المدينة، بما في ذلك قوات النخبة بقيادة سهيل الحسن، لتحصين مواقعه الاستراتيجية.
يتزامن هذا التصعيد مع زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى دمشق اليوم الأحد، لنقل رسالة دعم من طهران للنظام السوري، مؤكدًا استمرار دعم إيران “القوي للحكومة السورية والجيش السوري”، وفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا). في الوقت نفسه، أعلن مسؤول عراقي كبير عن إرسال بغداد تعزيزات عسكرية إلى الحدود العراقية السورية “لمنع تسلل الجماعات الإرهابية” إلى العراق. يُذكر أن إيران وروسيا تُعتبران الداعمين الرئيسيين لنظام الأسد منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2011، وتنتشر عشرات الآلاف من القوات الإيرانية والموالية لها في سوريا لدعم نظام الأسد.
وفي سياق متصل، شنّت الطائرات الروسية عدة غارات جوية على مدينة إدلب صباح الأحد، ما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل، بعد أن قُتل 17 شخصًا في غارات روسية على المحافظة يوم السبت، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
يُنظر إلى هجوم “ردع العدوان” على أنه قد يُعيد إشعال الحرب الأهلية في سوريا، والتي بدأت عام 2011 بعد قمع النظام السوري للاحتجاجات السلمية. وقد أطلقت فصائل المعارضة في إدلب هذا الهجوم لوقف قصف النظام المستمر للمناطق المدنية في المحافظة.
Keywords: سوريا، حماة، إدلب، حلب، هيئة تحرير الشام، ردع العدوان، بشار الأسد، إيران، روسيا، عباس عراقجي، المرصد السوري لحقوق الإنسان، غارات جوية، معارضة سورية، حرب أهلية.