توتّر أمني مشدد خلال مباراة فرنسا وإسرائيل في ظل تصاعد التوترات السياسية
شهد استاد فرنسا إجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة خلال مباراة منتخب فرنسا ضد إسرائيل في دوري الأمم الأوروبية يوم الخميس، وذلك في أعقاب أعمال العنف التي اندلعت في أمستردام الأسبوع الماضي خلال مباراة شارك فيها نادي مكابي تل أبيب الإسرائيلي في الدوري الأوروبي. وتمركزت هذه الإجراءات على نشر حوالي 4000 عنصر أمن داخل وحول الملعب وفي وسائل النقل العام، مع انتشار قوات النخبة خارج الملعب قبل ثلاث ساعات من انطلاق المباراة.
انتهت المباراة بالتعادل السلبي، مما ضمن تأهل فرنسا إلى الدور التالي. ولكن الأجواء خارج الملعب وخلاله كانت مشحونة سياسياً. فقبل بداية المباراة، قوبل عزف النشيد الوطني الإسرائيلي بصيحات استهجان وتصفير من بعض الجماهير، فيما حاول بعض الأفراد الاقتراب من منصة المشجعين الإسرائيليين، ولكن تم منعهم من قبل رجال الأمن.
احتجاجات خارج الملعب و”تضامن” ماكرون
خارج المحيط الأمني للملعب، تجمع مئات المحتجين في ساحة بمنطقة سان دوني في باريس، رافعين الأعلام الفلسطينية واللبنانية والجزائرية، للتعبير عن رفضهم للمباراة. وحملت إحدى اللافتات شعار “نحن لا نلعب بالإبادة الجماعية”، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية على غزة وتداعياتها الكارثية على السكان الفلسطينيين.
في المقابل، حضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المباراة في بادرة “تضامن” مع إسرائيل، معتبراً أن “معاداة السامية” تشكل تهديداً. وصرح ماكرون قائلاً: ”لن نستسلم لمعاداة السامية في أي مكان، ولن يسود العنف أو الترهيب في فرنسا”. يأتي هذا في ظل تصاعد موجة العنصرية والتعصب في فرنسا وأوروبا، والتي تفاقمت جزئياً بسبب الحرب الأخيرة على غزة عقب هجمات حماس في أكتوبر 2023.
حضور جماهيري ضعيف وإجراءات أمنية مشددة
على الرغم من سعة الملعب التي تصل إلى 80 ألف متفرج، لم يحضر المباراة سوى حوالي 15 ألف مشجع. وكان من بينهم حوالي 100 مشجع إسرائيلي سافروا من إسرائيل لحضور المباراة، على الرغم من تحذيرات حكومتهم بتجنب الفعاليات الرياضية والثقافية في الخارج. وارتدى بعض المشجعين الإسرائيليين ألوان كل من فرنسا وإسرائيل، فيما حمل أحدهم لافتة كتب عليها “تباً لحماس”.
يذكر أن وزير الداخلية الفرنسي برونو لومير أكد هذا الأسبوع على عدم وجود أي شك في إقامة المباراة رغم أحداث أمستردام، مشيراً إلى عدم وجود تهديدات محددة قبل المباراة. يأتي ذلك في أعقاب اعتقال حوالي 70 شخصاً، بينهم 12 إسرائيلياً على الأقل، على خلفية الاشتباكات التي وقعت بين مشجعين إسرائيليين وسكان محليين في أمستردام الأسبوع الماضي، والتي شهدت ترديد شعارات عنصرية وتمزيق أعلام فلسطينية واعتداءات على سائقي سيارات أجرة.
(رويترز والعمل العربي الجديد)
Keywords: فرنسا، إسرائيل، مباراة، دوري الأمم الأوروبية، أمن، احتجاجات، ماكرون، غزة، معاداة السامية، أمستردام، مكابي تل أبيب، فلسطين.