توقعات سعر الذهب: هل تنقذ بيانات التضخم الأمريكي مشتري XAU/USD؟

أسعار الذهب تستقر فوق 3200 دولار قبيل صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك CPI الأمريكي. فهل تقود هذه البيانات الذهب للصعود أم تُسهم في مزيد من التراجع؟ إليك التحليل الكامل.
في عالم الأسواق المالية، الذهب ليس مجرد معدن، بل هو بوصلة تشير إلى حالة الاقتصاد. واليوم، يقف هذا المعدن الثمين على مفترق طرق، حيث ينتظر المتداولون بيانات مؤشر أسعار المستهلك CPI الأمريكي التي قد تحدد مصيره في الأيام القادمة.
هل تساءلت يومًا لماذا تتأثر أسعار الذهب بشدة بأي تحرك في أرقام التضخم الأمريكية؟ الجواب بسيط: الذهب لا يقدم عوائد، لذلك يصبح أقل جاذبية عندما ترتفع معدلات الفائدة، وهي غالبًا ما ترتفع عند ارتفاع التضخم.
الذهب يترنح فوق 3200 دولار… ولكن ليس بلا مقاومة
رغم الهبوط الحاد بنسبة 3% يوم الاثنين، نجحت أسعار الذهب في التماسك مجددًا فوق مستوى 3200 دولار. هذا التماسك يبدو أشبه بمحاولة التقاط الأنفاس قبل جولة جديدة من التقلبات، خصوصًا مع قرب صدور بيانات CPI الأمريكية التي تُعد ذات تأثير كبير على قرار المستثمرين.
اللافت أن الذهب كسر المتوسط المتحرك البسيط 21 يومًا، وهو مؤشر تقني مهم، مما يعكس تراجع الزخم الإيجابي. لكن، في المقابل، رفض المشترون الاستسلام بسهولة، ولا تزال المعركة مستمرة حول من يتحكم في الاتجاه القادم.
هدنة أمريكية – صينية تعيد التوازن المؤقت
الأسواق العالمية تنفست الصعداء بعد الأنباء عن هدنة تجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث وافقت واشنطن على خفض التعريفات الجمركية من 145% إلى 30%، فيما خفضت بكين الرسوم من 125% إلى 10%. هذه الخطوة قللت من المخاوف الاقتصادية، وأثرت على جاذبية الذهب كملاذ آمن.
ولكن، هل يمكن الوثوق بهذه الهدنة؟ هناك حالة من الترقب والقلق، خصوصًا بعد تصريحات الممثل التجاري الأمريكي التي تركت الباب مفتوحًا أمام إعادة فرض الرسوم حال فشل الاتفاق.
هل بيانات التضخم تُشعل الشرارة القادمة؟
الأسواق تتوقع أن يستقر التضخم الأساسي في أمريكا عند 2.8%، بينما يبقى الرقم العام عند 2.4%. أي انحراف عن هذه الأرقام سيكون له تأثير مباشر:
- مفاجأة صعودية؟ زيادة احتمالات رفع الفائدة، ارتفاع الدولار، وضغط إضافي على الذهب.
- مفاجأة هبوطية؟ دعم قوي للذهب، وإحياء آمال خفض الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي.
وبصراحة، هذه اللحظة قد تكون حاسمة في تحديد ما إذا كنا سنشهد موجة صعود جديدة في أسعار الذهب أم لا.
عوامل جيوسياسية تعيد رسم الصورة
بالإضافة إلى ملف التضخم، ساهمت التهدئة بين الهند وباكستان، وأجواء التفاؤل قبل محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، في تقليل المخاوف الجيوسياسية. ورغم أنها أخبار إيجابية عالميًا، إلا أنها تضغط على الذهب كونه أداة تحوط في أوقات الأزمات.
التحليل الفني: هل ينكسر حاجز 3145 دولار؟
من الناحية التقنية، فإن الذهب:
- كسر المتوسط المتحرك 21 يومًا عند 3313 دولار، مما يشير إلى ضعف الزخم الصعودي.
- مؤشر القوة النسبية RSI يتجه نحو الهبوط، ما يدل على تراجع شهية الشراء.
- الدعم التالي يقع عند 3145 دولار، وهو المتوسط المتحرك 50 يومًا، ثم 3100 و3072 دولار.
أما من ناحية المقاومة، فإن استعادة مستوى 3311 دولار قد تفتح الباب لاختبار مستوى 3430 دولار، وربما القمة التاريخية عند 3500 دولار إذا جاءت البيانات الأمريكية في صالح الذهب.

خلاصة القول: كل الأنظار على بيانات CPI
الذهب الآن في وضع حساس، وتقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي قد يكون نقطة التحول. هل سيتمكن المشترون من الدفاع عن مواقعهم؟ أم سيتراجع الذهب أكثر تحت ضغط قوة الدولار؟
إذا كنت من المتداولين أو المستثمرين، فقد حان الوقت لربط الأحزمة. السوق على وشك أن يتحرك… بقوة.
الأسئلة والأجوبة:
1. ما هو تأثير بيانات مؤشر أسعار المستهلك CPI الأمريكي على سعر الذهب؟
تؤثر هذه البيانات بشكل مباشر على توقعات الفائدة الأمريكية. ارتفاع التضخم يعني احتمال رفع الفائدة، مما يضغط على الذهب، والعكس صحيح.
2. لماذا يُعتبر الذهب ملاذًا آمنًا؟
الذهب يُستخدم كوسيلة تحوط في أوقات الأزمات الاقتصادية أو الجيوسياسية لأنه يحتفظ بقيمته، على عكس العملات الورقية المتأثرة بالسياسات النقدية.
3. ما هي أهم مستويات الدعم والمقاومة الفنية الحالية للذهب؟
الدعم عند 3145، 3100 و3072 دولار، والمقاومة عند 3311 و3430 ثم 3500 دولار.