وقف بيع أسلحة أمريكا للإمارات بسبب السودان: مشروع قانون جديد
هل تصل أسلحة أمريكية إلى قوات الدعم السريع عبر الإمارات؟ مشروع قرار في الكونجرس لوقف مبيعات الأسلحة
في خطوة قد تعيد تشكيل العلاقات الأمريكية الإماراتية، تقدم السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين، برفقة زميلته في مجلس النواب سارة جاكوبس، بمشروع قرار يهدف إلى تجميد مبيعات الأسلحة الأمريكية للإمارات العربية المتحدة. يأتي هذا القرار على خلفية اتهامات للجيش السوداني بتلقي قوات الدعم السريع أسلحة ودعمًا من الإمارات، وسط حرب أهلية دامية تشهدها البلاد منذ أبريل 2023.
يُلزم القانون الأمريكي الكونجرس بمراجعة صفقات الأسلحة الكبرى، ويمنح أعضاء مجلس الشيوخ صلاحية التصويت على قرارات رفض قد تمنع هذه المبيعات. في حين لا يملك أعضاء مجلس النواب نفس الصلاحية، إلا أن تمرير أي قرار يتطلب موافقة المجلسين، وربما تجاوز حق النقض (الفيتو) الرئاسي. ولم يسبق للكونجرس أن مرر قرار رفض بيع أسلحة وتجاوز الفيتو الرئاسي، لكن مثل هذه القرارات غالبًا ما تثير نقاشات حادة حول حقوق الإنسان ومبيعات الأسلحة.
يُطالب مشروع القرار بوقف مبيعات الأسلحة للإمارات حتى تُثبت الولايات المتحدة عدم تورطها في تسليح قوات الدعم السريع، وفقًا لما ذكرته رويترز. وتأتي هذه الخطوة في وقت حرج، حيث تواجه السودان كارثة إنسانية متفاقمة، مع نزوح ملايين الأشخاص واحتياج ما يقرب من 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، للمساعدات الإنسانية، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.
ورغم أهمية الإمارات كشريك أمني للولايات المتحدة في المنطقة، إلا أن فان هولين أكد في بيانه أن الولايات المتحدة لا يمكنها التغاضي عن دور الإمارات المحتمل في تأجيج الصراع السوداني. وأشار إلى ضرورة استخدام النفوذ الأمريكي لإيجاد حل سلمي للأزمة.
من جانبها، التقت النائبة جاكوبس بلاجئين سودانيين على الحدود التشادية، وأكدت أن الإمارات من أكبر الجهات الخارجية التي تغذي العنف في السودان. وأعربت عن قلقها من صفقة أسلحة محتملة بقيمة 1.2 مليار دولار بين الولايات المتحدة والإمارات، والتي قد ينتهي بها المطاف في أيدي قوات الدعم السريع. وتشمل هذه الصفقة ذخائر GMLRS و ATACMS، التي تُصنعها على التوالي وحدة أعمال Aerojet Rocketdyne التابعة لشركة L3Harris Technologies وشركة Lockheed Martin.
في أكتوبر الماضي، وافقت إدارة بايدن على بيع محتمل لهذه الذخائر للإمارات، ورغم اعتراف الرئيس بايدن بالإمارات كشريك دفاعي رئيسي هذا العام، واستضافة الإمارات لقاعدة الظفرة الجوية التي تضم طائرات عسكرية أمريكية وآلاف الأفراد الأمريكيين، إلا أن مشروع القرار الجديد يضع علامة استفهام كبيرة على مستقبل هذه الشراكة في ظل التطورات الراهنة في السودان.
تنفي الإمارات بشدة اتهامات الجيش السوداني وتؤكد عدم تورطها في دعم أي طرف من أطراف النزاع. مع ذلك، وصف مراقبو عقوبات الأمم المتحدة الاتهامات الموجهة للإمارات بتقديم دعم عسكري لقوات الدعم السريع بأنها “ذات مصداقية”. يبقى مصير مشروع القرار في الكونجرس مجهولًا، ولكنه يُسلط الضوء على التحديات التي تواجهها العلاقات الأمريكية الإماراتية في ظل الأزمة السودانية المعقدة.
(المصدر: رويترز)
الكلمات المفتاحية: السودان، الإمارات العربية المتحدة، الولايات المتحدة، أسلحة، قوات الدعم السريع، كريس فان هولين، سارة جاكوبس، الكونجرس، رويترز، قاعدة الظفرة، GMLRS، ATACMS.