ضربات إسرائيلية تهز طهران.. ومخاوف شعبية من حرب شاملة
بين القلق والتجاهل: ردود فعل متباينة في طهران على الضربات الإسرائيلية
في أعقاب الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية في إيران، سادت حالة من التباين في ردود الفعل بين طهران ومواطنيها. فبينما سعت الحكومة ووسائل الإعلام الرسمية إلى التقليل من أهمية الهجوم، أعرب مواطنون عن قلقهم من تصاعد التوتر نحو مواجهة شاملة.
هواجس الحرب تسلل إلى الشارع الإيراني
رغم تأكيدات الحكومة الإيرانية بأن الضربات لم تُسفر سوى عن “أضرار محدودة”، إلا أن أصوات الانفجارات التي هزّت العاصمة طهران، تركت صدىً من الخوف والقلق في نفوس البعض. هومان، عامل في أحد المصانع، وصف لوكالة فرانس برس لحظة سماع دوي الانفجارات بـ “الصوت المدوي، الفظيع، والمُرعب”، مُضيفاً: “الآن بعد أن اندلعت حرب في الشرق الأوسط، نخشى أن ننجر إليها”.
إعلام رسمي مُطمئن: “الحياة تسير بشكل طبيعي”
على النقيض من مخاوف بعض المواطنين، سارعت وسائل الإعلام الإيرانية إلى بثّ رسائل مُطمئنة، مُصوّرةً الحياة في طهران وكأنها تسير بشكل طبيعي. وعرضت لقطات لحركة المرور في شوارع العاصمة، ومواطنين يمارسون حياتهم اليومية، بل وآخرين يغنون ويرقصون على أسطح المنازل خلال الضربات، في مشهد بدا وكأنه استعراض لتحدي إسرائيل.
حرب التصريحات.. من يرد الصاع صاعين؟
جاءت الضربات الإسرائيلية رداً على هجوم صاروخي إيراني استهدف إسرائيل في الأول من أكتوبر، والذي كان بدوره رداً على مقتل قادة عسكريين مدعومين من إيران. وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر في المنطقة، لا سيما مع اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، والتي امتدت لتشمل حزب الله اللبناني.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنّه نفّذ “ضربات دقيقة على أهداف عسكرية في إيران” رداً على ما وصفه بـ “أشهر من الهجمات الإيرانية المتواصلة”. في المقابل، أعلنت طهران عن مقتل جنديين إيرانيين في الضربات، مُحذّرةً من أنّ الردّ آت لا محالة.
بين التهدئة والتصعيد.. مستقبل غامض
ورغم حدة التصريحات المتبادلة، إلا أنّه من غير الواضح حتى الآن إلى أين ستقود هذه المواجهة. فبينما تُصِرّ إسرائيل على حقها في الدفاع عن نفسها، تُؤكّد إيران على أنّها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما تعتبره اعتداءً على أراضيها.
وفي ظل هذا الغموض، يبقى السؤال المُلّح: هل ستكون هذه الضربات مجرد فصل عابر في مسلسل الصراع الإقليمي، أم أنّها ستكون الشرارة التي تُفجّر مواجهةً شاملة؟