تصاعد المأساة في غزة: قصف إسرائيلي جديد يودي بحياة العشرات وتفاقم الأزمة الإنسانية
غزة تواجه الموت والحصار: قصف إسرائيلي جديد يودي بحياة 93 شخصًا على الأقل
في هجومٍ جديدٍ يعمّق جراح قطاع غزة، استهدفت غارة جوية إسرائيلية مبنى سكنيًا مكونًا من خمسة طوابق في بيت لاهيا شمال القطاع، صباح الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل 93 شخصًا على الأقل وفقدان أكثر من 40 آخرين، وفقًا لمصادر طبية فلسطينية.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بأن المبنى كان يأوي حوالي 150 نازحًا فروا من منازلهم بحثًا عن الأمان.
مستشفى كمال عدوان: من منقذ إلى ضحية للقصف
وتوافد الجرحى على مستشفى كمال عدوان، الذي لم يسلم هو الآخر من بطش القصف الإسرائيلي، حيث تعرض لهجمات أدت إلى تدمير أجزاء منه واحتجاز العاملين فيه.
وأكد مروان الهمص، مدير المستشفيات الميدانية في غزة، أن القصف الإسرائيلي على مستشفى كمال عدوان أدى إلى نقص حاد في الكوادر الطبية، حيث لم يتبق سوى طبيبين للأطفال ولا يوجد جراحون، مما يُنذر بتداعيات كارثية على الرعاية الصحية للجرحى.
وناشد الهمص الفلسطينيين في شمال غزة من ذوي الخبرة الطبية التوجه إلى المستشفى لتقديم المساعدة وإنقاذ الجرحى في ظل تزايد أعدادهم ونقص الكوادر الطبية.
حربٌ تُخلّف وراءها آلاف الضحايا
وبهذا الهجوم، يرتفع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة إلى أكثر من 43020 قتيلًا و 101110 جريحًا، في حصيلةٍ مُرعبة تُجسّد حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها القطاع.
تهجيرٌ قسري وحصارٌ خانق
ويأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة من الهجمات الإسرائيلية العنيفة التي تستهدف شمال غزة، في محاولةٍ لتهجير من تبقى من المدنيين في بيت لاهيا وجباليا.
وفي خطوةٍ تُفاقم من معاناة سكان غزة، صوّت الكنيست الإسرائيلي ليلة الإثنين على حظر أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في إسرائيل لمدة 90 يومًا، وهو القرار الذي لاقى إداناتٍ دولية واسعة، حيث حذّرت وكالات إغاثة ومسؤولون أمميون وحكومات غربية من تداعياته الكارثية على الوضع الإنساني المتدهور أصلًا في غزة.
هدنةٌ هشة وأملٌ في المفاوضات
وفي ظلّ هذه الأجواء المُلبّدة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استعداده لهدنة قصيرة لإفساح المجال لاستئناف المفاوضات.
وأوضح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن الاقتراح ينص على هدنة لمدة يومين لإطلاق سراح أربعة أسرى إسرائيليين وعدد من الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، على أن تبدأ المفاوضات بعد 10 أيام من الاتفاق، بهدف التوصل إلى وقف إطلاق نار من جانب واحد وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
ويبقى السؤال المُلحّ: هل تُكتب لهذه الهدنة النجاح في ظلّ استمرار العدوان الإسرائيلي وتفاقم المأساة الإنسانية في غزة؟