غريتا ثونبرغ و”كردستان”: جدلٌ بعد زيارة ديار بكر
غريتا ثونبرغ وزيارة ديار بكر: جدل بين المناخ والسياسة الكردية
أثارت زيارة الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ إلى ديار بكر، ذات الأغلبية الكردية في جنوب شرق تركيا، موجة من الجدل والانتقادات، خاصة بعد تصريحاتها التي ربطت فيها القضايا البيئية بالصراع الكردي. فبينما أشاد البعض بدعمها لقضايا حقوق الإنسان، اتهمها آخرون بتبني دعاية حزب العمال الكردستاني (PKK)، المصنف كمنظمة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة.
زارت ثونبرغ، المرشحة لجائزة نوبل للسلام والمعروفة بدفاعها عن الحقوق الفلسطينية، ديار بكر هذا الأسبوع، وهي منطقة يُطلق عليها بعض الأكراد، بمن فيهم أعضاء حزب العمال الكردستاني، اسم “شمال كردستان”. ونشرت ثونبرغ مجموعة من التعليقات على منصات التواصل الاجتماعي، انتقدت فيها ما وصفته بـ “القمع الممنهج” الذي تمارسه الحكومة التركية ضد الأكراد.
استنكرت ثونبرغ ما وصفته بـ “محو الثقافة والهوية الكردية”، و”عنف الدولة”، و”اعتقال السجناء السياسيين”، و”التهجير القسري”، و”الإبادة البيئية”، و”حالات الاختفاء”. كما دعت تركيا إلى “تكريم حقوق الأكراد والأقليات الأخرى في الدستور”، واتهمت الحكومة التركية باستخدام ”الإرهاب كذريعة لقمع المعارضين السياسيين”.
وأشارت ثونبرغ إلى “سجن عشرات الآلاف من النشطاء السياسيين دون محاكمات عادلة”، مستشهدة بإدانات منظمات دولية مثل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، والأمم المتحدة، ومنظمة العفو الدولية، ودعواتها لإطلاق سراحهم. ولم تقتصر انتقادات ثونبرغ على الوضع السياسي، بل امتدت لتشمل السياسات البيئية التركية، لا سيما في المناطق الكردية، حيث أشارت إلى ”تدمير الغابات”، و”التعدين غير القانوني”، و”تهجير السكان على نطاق واسع”.
وطالبت ثونبرغ باحترام “حق الأكراد في الحرية والحكم الذاتي”، ووقف “الهجمات العنيفة ضد كردستان”، مؤكدة أن “لا أحد حر حتى يتحرر الجميع”. واختتمت منشورها بشعار “بيجي كردستان” (تحيا كردستان)، وهو شعار يستخدمه أنصار حزب العمال الكردستاني.
أثار استخدام ثونبرغ لهذا الشعار غضب الكثيرين، الذين اتهموها بترويج “دعاية” حزب العمال الكردستاني. وعبر بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عن رفضهم لزيارتها، مطالبين إياها بعدم العودة إلى تركيا، واتهموها بـ “عدم احترام سيادة الدول”. كما شكك آخرون في مصداقيتها كناشطة مناخية، معتبرين أن ربطها القضايا البيئية بالصراعات السياسية يُضعف من رسالتها الأساسية.
تأتي زيارة ثونبرغ في ظل تصاعد التوترات بين الحكومة التركية والجماعات الكردية. وتتهم أنقرة حزب العمال الكردستاني بالانفصال والإرهاب، في حين يؤكد الحزب أنه يسعى إلى الحكم الذاتي وليس الاستقلال. ويبقى جدل زيارة ثونبرغ مثالاً على التداخل المعقد بين القضايا البيئية، وحقوق الإنسان، والصراعات السياسية.
Keywords: غريتا ثونبرغ، ديار بكر، كردستان، تركيا، حزب العمال الكردستاني، حقوق الإنسان، البيئة، السياسة، العدالة المناخية، الحكم الذاتي.
Writing Style: Professional/Journalistic