كارثة غزة: نقص حاد بالغذاء والدواء وتحذير من مجاعة
غزة: أزمة إنسانية خانقة ونقص حاد في الضروريات
في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، خصوصاً في شماله، حذرت منظمة الصحة العالمية يوم الخميس من نقصٍ حاد في الأدوية والغذاء والمأوى والوقود، مطالبةً إسرائيل بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية وتيسير عمل المنظمات الإغاثية. وقد وصفت المنظمة الوضع بأنه “كارثي”.
أكد مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحفي عُقد في جنيف، أن 90% من النازحين في غزة يعيشون حالياً في خيام، مُقارنةً بالعام الماضي حيث لجأ أغلبهم إلى المباني العامة أو لدى أقاربهم. هذا الوضع يُعرضهم لأمراض الجهاز التنفسي وغيرها، خاصةً مع دخول فصل الشتاء وتوقع هطول الأمطار وحدوث فيضانات، مما يُفاقم من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.
يزداد الوضع سوءاً في شمال غزة، حيث تفرض إسرائيل حصاراً مُشدداً وتشن غارات جوية مُكثفة. وقد أشار تقييمٌ للأمم المتحدة صدر هذا الشهر إلى خطر مُحدق بمجاعة في المنطقة. وتشير تقارير إلى أن إسرائيل تُنفذ ما يُسمى بـ “خطة جنرال” في شمال غزة، والتي تهدف إلى قتل أو تجويع أو تهجير السكان المتبقين.
نفذت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها هذا الأسبوع مهمةً استغرقت ثلاثة أيام في شمال غزة، شملت زيارة أكثر من اثنتي عشرة منشأة صحية. وأفاد تيدروس بأن الفريق الطبي شهد أعداداً كبيرة من المصابين جراء الصدمات، بالإضافة إلى تزايد أعداد المرضى الذين يُعانون من أمراض مزمنة ويحتاجون إلى علاج، في ظل نقصٍ حاد في الأدوية الأساسية. وأكد أن المنظمة تبذل قصارى جهدها، في حدود ما تسمح به إسرائيل، لتقديم الخدمات والإمدادات الصحية.
من جانبه، صرح ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، أنه من بين 22 مهمةً طُلبت إلى شمال غزة في نوفمبر، لم يُيسر تنفيذ سوى تسعٍ منها فقط. وأعرب عن أمله في إتمام المهمة المُقررة يوم السبت إلى المستشفيين الوحيدين المتبقيين في الشمال، وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، واللذان يُعانيان من نقصٍ حاد في كل شيء، بما في ذلك الوقود الضروري لتشغيلهما واستمرار تقديم الخدمات الإنسانية.
وعلى صعيدٍ آخر، نجحت منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع في تسهيل إجلاء 17 مريضاً من غزة إلى الأردن، من بينهم 12 مريضاً سيتوجهون إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج. يُذكر أن هؤلاء المرضى هم جزءٌ من حوالي 300 مريض تم إجلاؤهم منذ إغلاق إسرائيل لمعبر رفح في أوائل مايو. فيما لا يزال حوالي 12 ألف مريض ينتظرون الإجلاء الطبي من غزة، مما يستدعي فتح ممرات طبية عاجلة. وحذر بيبركورن من أن استمرار الوضع على هذه الوتيرة يعني أن إجلاء جميع المرضى سيستغرق سنواتٍ طويلة.
الكلمات المفتاحية: غزة، منظمة الصحة العالمية، أزمة إنسانية، نقص أدوية، نقص غذاء، شمال غزة، إسرائيل، حصار، معبر رفح، إجلاء طبي، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، ريك بيبركورن.
(النمط الكتابي: صحفي/إخباري)