جرائم حرب في غزة: مجزرة إسرائيلية في الشمال
ظلام غزة: تحذير أممي من “جرائم وحشية” مع تصاعد مأساة النزوح
في تصريحٍ مُدوٍّ، وصف فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الوضع المأساوي في شمال غزة بأنه “أحلك لحظة” في الصراع الدائر، مُحذراً من أن ما يجري قد يرقى إلى مستوى “الجرائم الوحشية”.
وأعرب تورك عن قلقه البالغ إزاء التقارير التي تُفيد بمقتل وإصابة وفقدان أكثر من 150 ألف شخص في غزة، مُشيراً إلى أن الوضع يتدهور بشكلٍ مُتسارع. وأضاف: “أخشى، نظراً لحجم ونطاق العملية الإسرائيلية الحالية في شمال غزة وطبيعتها المُروعة، أن ترتفع هذه الأعداد بشكلٍ كبير.”
وتأتي تصريحات تورك في وقتٍ دخل فيه الحصار الإسرائيلي على شمال غزة يومه الثالث والعشرين، وسط منعٍ تام لدخول الغذاء والماء والوقود، مما فاقم من معاناة السكان الذين يعيشون ظروفاً إنسانيةً مأساوية.
وتُشير تقارير حقوقية إلى أن الجيش الإسرائيلي حوّل شمال غزة إلى ركام، مُخلفاً بيئةً يستحيل العيش فيها للإنسان والحيوان على حدٍ سواء. وتُفيد شهاداتٌ مُروعة بأن القناصة والدبابات الإسرائيلية تُطلق النار على أي جسمٍ مُتحرك، في حين يواجه من يرفضون أوامر الإخلاء خطر الموت.
وفي هذا السياق، حذرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان من أن الحملة الإسرائيلية في شمال غزة، والتي يعتقد البعض أنها تُمثل تنفيذاً لما يُسمى بـ “خطة الجنرال”، تُنذر بـ “إفراغ المنطقة من جميع الفلسطينيين”.
وتُشير تقاريرٌ جديدة إلى أن عدد النازحين من شمال غزة إلى جنوبها تجاوز 700 ألف شخص، يعيشون في ظروفٍ بائسة في ظل نقصٍ حادٍّ في المأوى والغذاء والدواء.
وتُطالب منظماتٌ دوليةٌ بوقفٍ فوريٍّ لإطلاق النار في غزة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المُحاصرين، وتحذر من كارثةٍ إنسانيةٍ وشيكةٍ في حال استمرار الوضع على ما هو عليه.
شمال غزة: من الحياة إلى “رائحة الموت” تحت وطأة الدمار
تحت حصارٍ خانق، ووابلٍ من القصف، وقلةٍ في الموارد الأساسية، يقف سكان شمال غزة على حافة الموت، في مشهدٍ وصفه المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، بأنه “أحلك لحظة” في الحرب الإسرائيلية على غزة، محذراً من تحوله إلى “جريمة وحشية”.
فمع دخول الحصار يومه الثالث والعشرين، وارتفاع أعداد القتلى والجرحى والمفقودين إلى أكثر من 150 ألف شخص، بحسب تقارير الأمم المتحدة، يزداد الوضع سوءًا في شمال غزة، تحت وطأة الدمار الهائل الذي خلفته الغارات الإسرائيلية، ليتحول هذا الجزء الحيوي من القطاع إلى أنقاض، تفوح منها رائحة الموت، وتختفي معالم الحياة.
ويصف فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الوضع في شمال غزة بالمأساوي، قائلاً إن الناس هناك ينتظرون الموت، في ظل انتشار جثث القتلى في كل مكان، تحت الأنقاض وعلى الطرقات.
ويُعزى هذا الوضع المأساوي إلى عدة عوامل، أبرزها:
الحصار الخانق: فرضت إسرائيل حصارًا مشددًا على شمال غزة، منذ بداية شهر أكتوبر، مانعةً دخول أي مساعدات إنسانية، بما في ذلك الغذاء والماء والوقود، الأمر الذي فاقم من معاناة السكان، وحرمهم من أبسط مقومات الحياة.
القصف العشوائي: تتعرض مناطق مختلفة من شمال غزة لقصف إسرائيلي عنيف، يستهدف المدنيين والبنية التحتية على حد سواء، ما أدى إلى تدمير المنازل والمستشفيات والمدارس، ونزوح الآلاف من السكان.
* استهداف القطاع الصحي: لم تسلم المرافق الصحية في شمال غزة من القصف الإسرائيلي، حيث تم استهداف مستشفى كمال عدوان، أحد أكبر مستشفيات القطاع، ما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منه، وإصابة عدد من الكوادر الطبية.
وفي ظل هذا الوضع الكارثي، تدعو منظمات حقوقية ودولية إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وفك الحصار عن القطاع، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، لتجنيب السكان المزيد من المعاناة.
ويُشار إلى أن شمال غزة، الذي تبلغ مساحته 61 كيلومترًا مربعًا، كان يضم قبل بدء الحرب حوالي 500 ألف نسمة، أي ما يعادل ربع سكان قطاع غزة، ويضم مدنًا هامة مثل بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا للاجئين.