فضيحة جنسية تهز ائتلاف سانشيز “النسوي
فضيحة اعتداء جنسي تهزّ ائتلاف سانشيز اليساري في إسبانيا
مُنعطف جديد في قضية اعتداء جنسي مُزعَم، يضع ائتلاف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في مأزق حرج، خاصةً مع تركيز الحكومة على قضايا المساواة بين الجنسين ومكافحة العنف ضد المرأة.
هزّت فضيحة جنسية مُدوية المشهد السياسي الإسباني، مُستهدفةً حزب “سومار” اليساري، الشريك الأصغر في حكومة الائتلاف التي يقودها رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز. وتأتي هذه الفضيحة في وقتٍ حرج، حيث يواجه فيه سانشيز نفسه فضائح فساد مالي تتعلق بزوجته ووزير سابق في حكومته.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى يوم الخميس الماضي، عندما أعلن النائب البرلماني إنيغو إيريخون، المتحدث باسم حزب “سومار”، عن استقالته من منصبه وانسحابه من الحياة السياسية. وفي بيانٍ مُقتضبٍ وغامض، أشار إيريخون إلى “أخطاء” ارتكبها، دون تقديم أي اعتذارات أو توضيحات إضافية.
وسرعان ما تبيّن أن استقالة إيريخون مُرتبطة بمنشورٍ على وسائل التواصل الاجتماعي نشرته الكاتبة والناشطة النسوية المعروفة، كريستينا فالاراس، في وقتٍ سابقٍ من الأسبوع نفسه.
وكانت فالاراس قد تطرّقت في منشورها إلى روايةٍ مجهولة المصدر لامرأةٍ زعمت تعرّضها لاعتداء جنسي من قِبَل “سياسيّ معروف يُقيم في مدريد”، واصفةً إياه بـ “المختل عقلياً”.
وبُعيد إعلان إيريخون استقالته، خرجت الممثلة ومقدمة البرامج التلفزيونية، إليسا موليا، على قناة ”إكس” لتُعلن عن تقديمها شكوى رسمية لدى الشرطة ضد إيريخون، البالغ من العمر 40 عاماً، بتهمة الاعتداء الجنسي. ووفقاً لنسخةٍ من الشكوى اطّلعت عليها وكالة فرانس برس، فإنّ الواقعة المزعومة قد حدثت في سبتمبر من عام 2021.
تاريخٌ سياسيّ حافل لإيريخون
يُعرف إيريخون، الباحث في النظريات السياسية، بأنه أحد مؤسسي حزب “بوديموس” اليساري المتشدد في عام 2014، والذي أحدث ضجةً كبيرة في المشهد السياسي الإسباني آنذاك.
وفي عام 2019، غادر إيريخون حزب “بوديموس” على إثر خلافاتٍ حادة حول الاستراتيجية السياسية مع زعيم الحزب آنذاك، بابلو إغليسياس. ليشارك بعدها في تأسيس حزب “ماس مدريد” الأكثر اعتدالاً.
وفي العام الماضي، انضمّ حزب “ماس مدريد” إلى تحالف ”سومار” اليساري الجديد، الذي أسسته يولاندا دياز، وزيرة العمل الحالية ونائبة رئيس الوزراء.
ردود فعل متباينة واتهامات بـ “النفاق”
أثار الكشف عن هذه الفضيحة ردود فعل متباينة على الساحة السياسية الإسبانية. ففي الوقت الذي فتح فيه كلّ من حزبي “ماس مدريد” و “سومار” تحقيقاتٍ داخلية في القضية، مؤكدَين على أهمية دعم ضحايا العنف الجنسي، واجه ائتلاف سانشيز انتقاداتٍ لاذعة من قِبَل أحزاب المعارضة.
وأعرب سانشيز، الذي لطالما وصف حكومته الائتلافية بأنها “الحكومة الأكثر دعماً لقضايا المرأة” في تاريخ إسبانيا، عن “ثقته” الكاملة بنائبته دياز وحزب ”سومار”. ووصف سانشيز، في رسالةٍ نشرها على حسابه في منصة “إكس”، حزب “سومار” بأنه “منظمةٌ لطالما دافعت عن حقوق المرأة وساهمت في تمكينها”.
وأضاف سانشيز أنّ “حكومته تعمل جاهدةً من أجل بناء إسبانيا تُساوي فيها المرأة الرجل في الحقوق والفرص والحريات والأمن”.
من جانبها، استغلت المعارضة المحافظة هذه الفضيحة لمهاجمة اليسار الإسباني، مُتهمةً إياه بـ “النفاق” في التعامل مع قضايا المرأة. وطالبت المعارضة بالكشف عن هوية المسؤولين الذين كانوا على علم بسلوك إيريخون المزعوم، والفترة الزمنية التي توافرت فيها هذه المعلومات لديهم.
وفي هذا السياق، صرّح إلياس بيندودو، القيادي البارز في حزب الشعب المعارض، قائلاً: “جميع الدلائل تُشير إلى أنّ قيادة حزب “سومار” كانت على علمٍ بما يجري، وتعمّدت التستّر على القضية”. وأضاف بيندودو: “وإذا ثبت صحة هذه المعلومات، فإنّ ما حدث يُعدّ تواطؤاً واضحاً”.